أطلقت الشرطة الكينية الغاز المسيل للدموع على موكب زعيم المعارضة رايلا أودينغا الجمعة في وقت شهدت العديد من المدن تظاهرات احتجاج على أزمة غلاء معيشة قاسية وقرارات بزيادات ضريبية مثيرة للجدل. وأُطلق الغاز المسيل للدموع على موكب سيارات أودينغا بعد كلمة ألقاها أمام تجمع حاشد في العاصمة نيروبي. وقال مراسلو فرانس برس إن الشرطة اتخذت إجراءات مماثلة لتفريق تظاهرات في مدينتي موباسا وكيسيمو الساحليتان المطلتين على المحيط الهندي، وهما معقلان للمعارضة في منطقة بحيرة فيكتوريا. ونُشرت الشرطة بأعداد كبيرة للرد على التظاهرات. ودعا أودينغا للتظاهرة الأخيرة رفضا لسياسات حكومة الرئيس وليام روتو. وقال وسط صيحات الجموع: “الكينيون انتخبوا قادة البرلمان فخانوهم” مضيفا “روتو نفسه الذي تولى السلطة بشكل غير قانوني خان الكينيين”. ودعا ائتلاف المعارضة أزيميو بقيادة أودينغا لتنظيم الاحتجاجات رفضا لتداعيات الضرائب الجديدة على الكينيين الذين يرزحون أساسا تحت وطأة صعوبات اقتصادية وارتفاع هائل لأسعار مواد أساسية. الأسبوع الماضي وقع روتو قانونا ماليا يتوقع أن يعود بأكثر من 2,1 مليار دولار على خزائن الدولة المستنفدة ويسهم في دفع الاقتصاد المديون. وينص “قانون المال” على ضرائب جديدة أو إضافية على عدد من السلع الأساسية مثل الوقود والغذاء والتحويلات المالية بالهاتف، ويتضمن زيادة ضريبية مثيرة للجدل على دافعي الضرائب، بهدف تمويل خطة إسكان. طعن أمام القضاء يتهم منتقدون روتو بالتراجع عن وعود قطعها خلال حملته الانتخابية عندما أعلن نفسه نصير الفقراء وتعهد تحسين مكاسبهم الاقتصادية. لكن رجل الأعمال البالغ 56 عاما والذي يعود لخلفية فقيرة قبل أن يصبح ثريا، دافع عن فرض الضرائب قائلا إنها ستسهم في خلق وظائف وخفض الاستدانة العامة. علقت المحكمة العليا في نيروبي الجمعة الماضي تطبيق القانون بعد أن قدم سناتور طعنا في شرعيته الدستورية. رغم القرار أعلنت الهيئة الناظمة للطاقة في كينيا في وقت لاحق ذلك اليوم عن رفع أسعار الوقود بشكل يأخذ بالاعتبار رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 16 بالمئة كما ينص عليه القانون. في حي الأعمال بوسط نيروبي والذي يضم مباني حكومية، سيّرت الشرطة دوريات راجلة وخيالة وبسيارات، فيما أغلقت العديد من طرق العاصمة. وقال أليكس دويسا العامل اليدوي البالغ 24 عاما لوكالة فرانس برس “آمل أن تُحدث هذه التظاهرة فرقا”. أضاف “كلفة المعيشة مرتفعة جدا، لا أملك 10 شلن (كل 10 آلاف شلن كيني يوازي 70 دولارا) لتسجيل ولدي في المدرسة”. في معقل أودينغا في كيسومو، كان رجل يجوب الشارع على متن عربة ومعه مذياع لحشد الأهالي للمشاركة في التظاهرة. وقال “ينبغي أن نصغي إلى +بابا+ (لقب أودينغا البالغ 78 عاما) الذي قال إن علينا التظاهر اليوم. اخرجوا وانضموا إلينا لتحرير بلدنا”. أطلق على التظاهرات شعار “سابا سابا” (سبعة سبعة) لأنها تصادف في السابع من الشهر السابع، رمز انتفاضة للمعارضة في 1990 للمطالبة بإعادة إرساء ديموقراطية التعددية الحزبية.
مشاركة :