احذر: هاتفك الذكي يضر أطفالك!

  • 7/8/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحد الوالدين مشغول بهاتفه المحمول، بينما يحاول الطفل جذب انتباهه من دون جدوى. هل يبدو هذا المشهد مألوفاً بالنسبة لك؟ لو كان كذلك، فإن عليك الحذر، لأن تكراره في حياة أطفالك أكثر ضرراً مما تتصور! كلنا نعرف التأثير السلبي لاستخدام الأطفال المفرط للهواتف والأجهزة اللوحية، لكن ماذا عن استخدام الوالدين؟ في دراسة حديثة لروبن نابي، أستاذة الاتصالات في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، ولارا إن ولفرس الأستاذ المساعد في جامعة أمستردام، تحمل عنوان «هل استخدام الوسائط الرقمية يضر بذكاء الأطفال العاطفي؟ منظور الوالدين» استطلعت آراء 400 من آباء وأمهات أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً. قيموا فيها مستويات وعي أطفالهم وانفعالاتهم وسلوكهم. كما قاموا بتقييم مدى استخدامهم اليومي للشاشات، بما في ذلك التلفزيون والكمبيوتر وأجهزة الألعاب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وكم من الوقت يقضيه أطفالهم في الأنشطة الأخرى، مثل القراءة والاستماع إلى الموسيقى واللعب في الداخل والخارج. فماذا كانت النتيجة؟ تشير الدراسة المنشورة نتائجها في دورية «ميديا آند كوميونيكيشن» إلى أن استخدام الأهل للهواتف الذكية قد يؤثر سلباً على تطور «الذكاء العاطفي» لأطفالهم! ما معنى ذلك؟ «الذكاء العاطفي» هو قدرة الإنسان على فهم المشاعر والتعامل معها، سواء مشاعره أو مشاعر الآخرين. ويولد الطفل بمقدار من هذا الذكاء، ومع الوقت يتم تطوير مهاراته مع النمو والنضج واكتساب الخبرات. حسب الدراسة، فإن الوالدين حين ينشغلا في هواتفهم، فإن هذا يقلل من التفاعل الاجتماعية والاستجابات التي يقدمونها لأطفالهم، وبالتالي يقل ذكائهم العاطفي، حيث كشفت النتائج أن الأطفال الذين استخدم آباؤهم أجهزتهم المحمولة بشكل متكرر في وجودهم كان لديهم ذكاء عاطفي أقل من غيرهم. إلا أن المدهش في الدراسة أن الدراسة تقول إن المخاوف بشأن استخدام الأطفال للوسائط الرقمية ربما تكون مبالغاً فيها من حيث إعاقة تنمية المهارات العاطفية، حيث إن مشاهدة بعض المحتوى قد يفيد في تطوير الذكاء العاطفي للطفل، من حيث تنمية القدرة علي التعاطف وفهم الانفعالات المختلفة، بينما الأكثر خطراً علي تنمية الذكاء العاطفي، كان استخدام الأهل للهواتف حول أطفالهم، أكثر خطراً من استخدام الأطفال لها! لكن هناك نتيجة أخرى مثيرة الاهتمام، وهي أن الآباء الذين شاهدوا الشاشة معا واستغلوا هذه الفرصة لفتح حوار مع أطفالهم «حول مشاعر شخصيات الفيلم ودوافعها مثلاً…» زاد مستويات الذكاء العاطفي لدى أطفالهم. تخلص الدراسة إلى أن استخدام الوالدين وتنصح بالتالي: يجب على الأهل المهتمين بالآثار السلبية لاستخدام أطفالهم للشاشات، أن ينتبهوا أكثر لاستخدامهم الشخصي لهواتفهم المحمولة حول أطفالهم، لأن ذلك قد يعيق تطور ذكائهم العاطفي. علاوة على ذلك إذا رغب الآباء في تعزيز مجموعة المهارات العاطفية لأطفالهم، فإن استخدام الشاشات كفرصة للتواصل أو التحدث عن إدارة المشاعر يمكن أن يكون له فوائد طويلة الأمد. أي باختصار: يمكن استخدام الهاتف الذكي حول أطفالك، بشرط أن تكون فرصة للحديث معهم، لا تجاهلهم.

مشاركة :