«كتاب الأحلام».. أفُق حوار للشعر والسرد

  • 7/8/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار أدبي جميل، من منبرين متباعدين، تضمنه كتاب «ماذا لو كان لأحلامنا صوت: مقاربات وردود لأفكار أحمد عيسى العسم» أصدرته وشاركت في تأليفه الروائية والمهندسة أسماء محمد الحوسني. وهذا الحوار يذكرنا بالرسائل المتبادلة بين الشاعرين الكبيرين: محمود درويش وسميح القاسم، في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وفي مستهل هذا الكتاب، يقول الشاعر أحمد: «في مقدمة الكتاب أنا وأسماء قررنا أن نكتب لندفع الماء الثقيل عن كاهل أحلامنا (...) نفتح المسار ونمضي». وجاء في مقدمة أسماء: «أحلامنا ليست ما نراه في نومنا بل ما يمنعنا عن النوم (...) في حقيقة الواقع، هذا الحلم هو ما يصنعنا». ويتضمن الكتاب عشرين ورقة أو فصلاً، وفي كل ورقة مقالة للشاعر العسم، تليها مقالة للروائية الحوسني. ونقرأ في هذه الأوراق عن شروق الشمس ومتعة الذهاب إلى العمل، عن الشعر ومشاعر الحنين والأسى، عن الورد والمطر، القراءة والكتابة، الزمن ومراحل العمر، الحياة والوجود، الذات والآخر.. حتى آخر الكتاب. ومن أجمل هذه الأوراق: الورقة الثالثة عشرة والورقة الرابعة عشرة، الأولى عن الأب والثانية عن الأم. وفي لقاء لـ«الاتحاد» مع الكاتبة والمهندسة أسماء الحوسني، كان السؤال الأول حول العلاقة بين الهندسة والأدب، فقالت: عندي بكالوريوس هندسة، ودراسة الهندسة أسهمت في توسيع الخيال عندي لأشتغل على تركيبات أو مفردات جديدة في كتاباتي، وأستكشف عالماً جديداً مرتبطاً بالخيال والعلم. والكتابة عندي هواية منذ الصغر حيث كنت أشارك في مسابقات للقراءة والرسم أيضاً، وبدأت كمهندسة في «علم القياس». ومن محبة اللغة العربية والقراءة، بدأت أكتب وتابعت شغفي بالكتابات الأدبية. وعن المشاركة في «كتاب الأحلام» مع الشاعر أحمد العسم من وحي مقالاته في «الاتحاد»، وهذا التجديد في الأفكار واستكمال الكتابة، تقول: بالنسبة لي الكتابة إبداع. كنت أتابع ما يكتبه الشاعر وأشعر بأن هذه الكتابة تمس شيئاً من فكري ومشاعري، وكنت دائماً أرد بصوت داخلي على مقالاته، إلى أن اكتملت الفكرة في رأسي وسألت الشاعر واتفقنا أن نكتب مشاركة وننتج كتاباً معاً. وأضافت أن الكتاب فكرة جديدة ويمكن أن يستمتع القارئ بها كإبداع جديد. وقد رحب الشاعر بالفكرة، وكانت الثمرة هذا الكتاب. وسألتها، يمكن أن يتساءل القارئ مثلي: كروائية، ما الذي أثارها في كتابات العسم، الشعر أم النثر؟ فقالت: ربما لأننا من جيلين مختلفين، أخذت من أفكاره وطريقة تفكيره كشاعر وكاتب، نعم تأثرت بكتاباته وفتحت عندي آفاقاً واتجاهات جديدة وأثارت خيالي، وهذه الخيالات أعطتني مجالاً أوسع لأكتب أشياء جديدة. وأوضحت الحوسني أن «القلم» كان نقطة تلاقي الأفكار وجسر التواصل بين السرد والشعر، لأن الشاعر يكتب مقالات من خلفيات ثقافية واسعة، وأنا التقطت الخيط الأدبي المشترك بيني وبينه، ولكل منا قراءاته وأفكاره وأسلوبه. وبما أن الحوسني من جيل الشباب، كان السؤال عن علاقة الرواد في الأدب الإماراتي والشباب، حيث أكدت أن تواصلها مع الشاعر العسم يشكل بداية جيدة ومشجعة ترجو أن تدفع الرواد لدعم المواهب المبشرة، وخاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل منصات للتواصل وتعميق التعارف وتبادل الأفكار بين الأجيال. وختمت حديثها بتوجيه تحية للشاعر أحمد العسم الذي أتاح لها هذه الانطلاقة الأدبية المفيدة، وفيها كثير من «الإمتاع والمؤانسة» بعبارة أبي حيان التوحيدي.

مشاركة :