لم تقتصر المعاناة في عدن على السكان الذين يعانون من تعنت الانقلابيين الحوثيين، ورفضهم السماح بدخول المساعدات الإنسانية والأدوية التي ترسلها المنظمات الدولية والدول المانحة وعدم السماح بدخولها، مما أدى إلى تلف كميات كبيرة منها، فيما صادر الانقلابيون بقية المساعدات، وحولوها لمصلحتهم الشخصية ووزعوها على أتباعهم. وأشارت مصادر من داخل المدينة المحاصرة إلى أن عشرات الحيوانات الموجودة في حديقة الحيوانات تعاني الجوع، وتطلق صرخات مدوية تعبر عن المأساة التي تعيشها المحافظة، فيما لقي البعض الآخر حتفه بسبب قلة كميات الطعام المقدمة لها، نتيجة للأزمة التي يعيشها السكان، وقرب نفاذ مخزون الأطعمة. وأضافت المصادر أن أعدادا كبيرة من الحيوانات والطيور تواجه خطر الانقراض، والموت جوعا، أمام أنظار حارسيها الذين لا يملكون حولا ولا قوة، بسبب عدم وصول الأطعمة، إضافة إلى الأزمة التي يعانيها السكان، والمشقة التي يتكبدونها في سبيل إطعام أفراد عائلاتهم، لذلك لا يجد حراس الحديقة فرصة لمطالبتهم بالتبرع للحيوانات. كما أن غالبية أولئك الحراس لا يجدون ما يطعمون به أنفسهم وأبناءهم، نتيجة لعدم استلامهم رواتبهم منذ عدة أشهر. مأساة إنسانية وأضافت المصادر أن الوضع الذي تعيشه الحيوانات، ومن بينها أسود وفهود عربية، أدى إلى هزالها الشديد، مشيرة إلى أن الجوع الشديد أرغمها على أكل لحوم رفاقها التي سقطت ميتة، وهو ما يخالف طبيعة تلك الحيوانات. وتابعت المصادر بالقول إن معظم الحراس اضطروا إلى ترك العمل في الحديقة بسبب عدم الحصول على رواتبهم، وباتوا يتنقلون في المدينة للبحث عن فرصة عمل آخر لإعالة أسرهم، فيما تمسك آخرون بالبقاء في الحديقة، وما زالوا يواصلون عملهم، حبا في الحيوانات، التي ظلوا يرعونها لسنوات طويلة. وأضاف "ما زالوا يقومون بكل ما في وسعهم، ويقدمون أقصى ما يستطيعون، بالنظر إلى القصور الحاصل". مساعدة سويدية وكان بعض عمال الحديقة قد نشروا في وقت سابق هذا الشهر صورا على وسائل التواصل الاجتماعي للحيوانات المبتلاة وكتبوا عليها "ساعدوا حديقة حيوان تعز... الحيوانات تموت جوعا"، وسُمع النداء بعيدا في مالمو بالسويد، حيث حركت المشاهد قلب إحدى المهتمات بتربية الحيوانات، فبدأت حملة على الإنترنت لجمع تبرعات لتوفير طعام ودواء للحيوانات الحزينة. وجمعت مساعيها نحو 33 ألف دولار على موقع إلكتروني، خلال أقل من أسبوعين، وقامت بتوصيلها إلى القائمين على أمر الحديقة، حيث استعمل بعضها بالفعل لدفع رواتب الموظفين وعلاج جراح أسود وإطعام قطط كبيرة وعدد كبير من القرود
مشاركة :