انتبهوا لهذا السلاح الخطير

  • 2/29/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هناك سلاح أمضى في فتكه وتدميره من الترسانات العسكرية التقليدية والنووية؛ كونه يصنع ويوزع ويباع ويقتل في الظلام الدامس. ذلك هو سلاح المخدرات الذي تنال المملكة، عبر عصابات دولية وإقليمية، نصيبا وافرا منه وتدفع فاتورة باهظة له على المستويين البشري والمادي. آخر تصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن ما تم ضبطه خلال العام الحالي (1437هـ) من الأقراص المخدرة يعادل ما تم ضبطه خلال خمسة أعوام كاملة، إذ بلغت كمية المضبوطات من هذه الأقراص هذا العام ما يزيد على 4 ملايين و700 ألف قرص. أما الحشيش فيعادل 50 في المائة مما تم ضبطه خلال العام الماضي. هناك، أيضا، شبهات بأن تنظيمات إرهابية دخلت على خط تصنيع وتصدير المخدرات للدول المستهدفة، ومن بين هذه الدول المملكة التي يمثل أطفالها وشبابها بالنسبة لهذه التنظيمات هدفا (سمينا)، من حيث القوة الشرائية ومن حيث إنفاذ بعض الأجندات التي يهمها تخريب عقول هؤلاء الشباب وتدمير حياتهم والقضاء على مستقبلهم الذي هو بالنتيجية مستقبل بلدهم. نحن إذن بإزاء حرب ضروس أسلحتها كل أنواع المخدرات التي تتدفق على منافذنا وتهرب عبر حدودنا بطرق وحيل لا بد أن نفزع منها على كل المستويات الرسمية والشعبية والمجتمعية، خاصة أن الحل الناجح مازال حلا أمنيا فقط. أي أن المؤسسات المعنية بالشباب، من مؤسسات تربوية وتعليمية ومؤسسات مجتمعية بشكل عام، لاتزال تراوح عند تقليديتها في توعية الشباب تجاه هذا الخطر الداهم وإنقاذهم منهم عبر إستراتيجيات وخطط حقيقية قابلة للقياس وقابلة للتجدد. كل مؤسسات الدولة والمجتمع، بما فيها مؤسسة الأسرة، عليها أن تتنادى لتفهم أولا معنى أن تستهدف المملكة بكل هذه الأسلحة المخدرة، ثم تعمل، بجد ومسؤولية، على وضع خريطة طريق وطنية لمواجهة هذا السلاح من باب الوقاية أولا ثم من باب العلاج الذي يجب أن يكون أوسع وأكثر احترافية مما هو عليه الآن. وليكن معلوما أن الضربات الأمنية الاستباقية لمهربي المخدرات لا تكفي لدرء تدفقها وخطرها، فهناك دائما، كما هي الحال مع درء خطر التنظيمات الإرهابية، أدوار أخرى يتحملها آخرون غير وزارة الداخلية. وهؤلاء الآخرون، إن أردتم الحقيقة، مازالوا يتفرجون؛ أو في أحسن الأحوال مازالوا مترددين أو مقصرين في تحمل مسؤولياتهم. ويبقى أن أوجه نداء خاصا جدا لكل أسرة، وبالذات إلى كل أب وأم، أن يضعوا أبناءهم وبناتهم تحت عيونهم في كل وقت وفي أي مكان، فما يلقي أكثر شبابنا في غوائل المخدرات هي دوائر السوء التي تصطادهم نتيجة غفلة الأهل واستهتارهم بمراقبة أولادهم وبناء علاقات سوية معهم تقوم على الحب والحوار، والقدرة الحصيفة على استيعابهم ونيل محبتهم وثقتهم. وهذا هو مدار مسؤولياتنا كأولياء أمور، أن نقوم بأدوارنا وما يحدث بعد ذلك لا حول لنا فيه ولا قوة.

مشاركة :