ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، خطاباً بالبرلمان الياباني (الدايت)، حيث يقوم حالياً بزيارة رسمية لليابان، ضمن جولة آسيوية تشمل كازاخستان وكوريا الجنوبية. وعقد الرئيس المصري لقاء مشتركاً مع رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس المستشارين، بحضور نائب رئيس كل مجلس، قبل إلقاء خطابه بالمجلس. وأكد الرئيس المصري اعتزاز مصر، دولة وشعباً، بعلاقاتها مع اليابان وشعبها، وشكر الرئيس أعضاء البرلمان الياباني (الدايت) على إتاحة الفرصة لإلقاء خطاب أمام نواب الشعب الياباني في الصرح العظيم الذي يجسد ديمقراطية اليابان، كخامس رئيس على مستوى العالم، وأول رئيس عربي تتاح له الفرصة للتحدث للشعب الياباني من خلال برلمانه. وصرح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، أن الرئيس أشاد بالنموذج الذي يقدمه الشعب الياباني وما يمثله من التزام بقيم العمل والتفاني والإتقان. وأعرب الرئيس عن تطلعه لتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين لإسهامه في إثراء العلاقات الثنائية باعتباره إحدى القنوات المُهمة للتفاعل والتعاون. ومن جانبه أشاد رئيسا مجلسي النواب والمستشارين بالتقدم الذي أحرزته مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وقدرة القيادة السياسية والشعب المصري على تجاوز العديد من التحديات التي واجهتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية. كما وجها التهنأة للرئيس على استكمال إنجازات خارطة المستقبل وتشكيل مجلس النواب المصري الذي يتطلعون لبدء التعاون معه. وأشاد رئيساً مجلسي النواب والمستشارين بالدور المحوري الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط، وما تمثله من دعامة لأمن واستقرار المنطقة. وفي كلمته بالبرلمان، أرسل الرئيس المصري رسالة تقدير منه ومن الشعب المصري، لحضارة اليابان العظيمة، لدورها في إثراء التراث الإنساني ودعمها للسلام والتنمية على مدار عقود طويلة التزمت فيها بنهج الدولة المحبة للسلام وامتدت أياديها بالخير والنماء.. تبني وتعمر وتبث في النفوس روح الأمل والعمل.. وتعلي قيم النظام والمثابرة والاجتهاد، وهي القيم التي تعكس تعاليم الإسلام ومبادئه وتجسدها على أرض الواقع. وأكد الرئيس السيسي على أن اليابان بحضارتها وأخلاقها الراقية وقيمها الرفيعة لم تقدم فقط نموذجاً ناجحاً في الاقتصاد، بل كانت أيضاً مصدر إلهام لأعلام الأدب والشعر في مصر فتناولتها قصائدهم في مواضع المدح والإشادة كأمة وصلت إلى قمة المجد والتقدم ونشرت العلم والنور فبلغت العلا وأضحت مثالاً يحتذى، وكم من قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي تضمنت الإشادة بأمة اليابان وكم من قصيدة استلهمها شاعر النيل حافظ إبراهيم من وحي اليابان وفي مقدمتها رائعته "غادة اليابان". وأكد الرئيس أن الإسلام قائم على السلام والرحمة، دون ترويع للآمنين أو تدمير للحضارة والعمران، مضيفاً: "الإسلام عظّم قيمة الروح وحرّم القتل، والدين بريء من كل من يتعدى على الأرواح والممتلكات"، وجدد دعوته لتجديد الخطاب الديني، لتقديم الإسلام بصورته الصحيحة السليمة، مشدداً على دور الأزهر في هذا الصدد. ومن جهة أخرى أشاد الرئيس بالتجربة اليابانية في التعليم، والتي اعتمدت على تربية الأبناء وإعلاء داخلهم قيمة العلم والعمل، وقال: "نتطلع للتعاون مع اليابان في التعليم، من أجل الاستفادة من تجربتها في تنمية الأفراد وغرس القيم داخلهم. وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد الرئيس المصري على مسؤولية مصر الإقليمية والتاريخية، وقال: "إن مصر صاحبة الريادة في دعوات السلام في الشرق الأوسط، وحرصنا على الالتزام باتفاقياتنا الدولية، وحل الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية"، محذراً من استغلال بعض الجماعات الإرهابية للقضية الفلسطينية كقناع للأعمال التخريبية الإرهابية. وأكد الرئيس على أن أزمات الشرق الأوسط لن تحل إلا بحل القضية الفلسطينية، وتخصيص دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
مشاركة :