بيروت - أعلنت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" اليوم الأحد عن قتلها قياديا بارزا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خلال غارة شنّتها في سوريا، في ضربة قاصمة للتنظيم المتطرف الذي تلقى في الأعوام الماضية هزائم متتالية. وشنت القوات الأميركية الضربة الجمعة وقد أسفرت عن مقتل القيادي في شرق سوريا أبوأسامة المهاجر، وفق بيان سنتكوم الذي لم يضف أي تفاصيل عن المنطقة المستهدفة أو القيادي القتيل ودوره في التنظيم المتطرف. وأضافت القوات الأميركية في بيانها أنه "ليس هناك مؤشرات تفيد بمقتل مدنيين في الغارة، لكن التحالف ينظر في تقارير حول إصابة مدني". وذكر البيان نقلا عن الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية أن الولايات المتحدة أوضحت بذلك "أنها تظل ملتزمة بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة"، مشيرا إلى أنه يظل يشكل تهديدا ليس في المنطقة فحسب وإنما يتخطاها". وشنت طائرات حربية الجمعة غارة جوية قرب مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح. ولفت بيان سنتكوم إلى أن طائرات مسيرة من طراز "إم كيو - 9" نفذت الغارة وهي الطائرات نفسها التي لاحقتها طائرة حربية روسية الخميس في الأجواء السورية. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (لم تسمّه) قوله إن "غارة جوية بطائرة مسيرة قتلت زعيم تنظيم داعش أسامة المهاجر عندما كان على متن دراجة نارية في منطقة حلب شرقي سوريا". وأعلنت القوات الأميركية الخميس أن طائرات حربية روسية ضيقت على طائرات أميركية وحلقت بالقرب منها وأطلقت أمامها قنابل مضيئة. وصعدت واشنطن العام الماضي ضرباتها الجوية وعملياتها ضد عناصر يشتبه في انتمائها للتنظيم في سوريا، فقتلت واحتجزت العديد من قياداته الذين لجأوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من تركيا بعد أن فقد التنظيم آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا عام 2019. وخلال سنوات النزاع المستمر منذ 2011 تحولت الأجواء السورية إلى ساحة لطائرات حربية مختلفة أبرزها تلك التابعة للقوات الحكومية وحليفتها روسيا أو للقوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، فضلاً عن الطائرات الحربية والمسيرات التركية. ومنذ إعلان القضاء على "دولة الخلافة" عام 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي قياديي التنظيم المتطرف في سوريا والعراق. وتشنّ بين الحين والآخر غارات وعمليات مداهمة أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى "داعش". وتنتشر القوات الأميركية في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا وتتواجد في قواعد في محافظة دير الزور (شرق) والرقة (شمال). ودفع الجيش الأميركي الشهر الماضي بتعزيزات عسكرية إلى قواعدة بالمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تكونت من مدرعات وصهاريج نفط ومعدات مدفعية وكميات كبيرة من الذخائر. ونجحت القوات الأميركية في تصفية واعتقال قادة في عمليات عدة، قتل في أبرزها الزعيم الأول لتنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي، الذي أعلن نفسه "خليفة" للمسلمين، في أكتوبر/تشرين الأول 2019. وتوجت الحملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بإعلان قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أميركيا بالإعلان عن القضاء على "الخلافة" المزعومة بعد انتهاء آخر المعارك ضد التنظيم في قرية الباغوز الحدودية مع العراق. وبعد القضاء على "الخلافة" انكفأ مقاتلو التنظيم في سوريا بشكل رئيسي إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق، كما يتوارى كثر في قرى ومناطق مختلفة. ولا يزال التحالف الدولي يلاحق قياديي التنظيم وينفذ عمليات لقتلهم سواء في دير الزور والحسكة شرقا أو في مناطق أخرى في شمال سوريا وشمال غربها. ويقول القادة العسكريون الأميركيون إن التنظيم لا يزال يمثل تهديدا كبيرا داخل المنطقة، على الرغم من تداعي إمكانياته وضعف قدرته على إعادة تشكيل شبكته.
مشاركة :