اليمين المتطرف يستغل اضطرابات فرنسا للتحريض ضد «المهاجرين»

  • 7/10/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الحكومة الفرنسية بتحويل البلاد إلى «جحيم» كانت قد توقعته، ملقية مسؤولية أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة. ودعت إلى وقف ما وصفته بـ«الهجرة الفوضوية». وقالت «لوبان»، التي يشكل نواب حزبها الـ 89، أكبر حزب معارض في البرلمان منذ انتخابات العام الماضي، «الحقيقة أنكم لم ترغبوا في سماع أيا من التحذيرات، وتوقعنا ما يحدث رغم الصعوبات الشديدة. للأسف كنا على حق». وتابعت، في أول خطاب لها في البرلمان مع انحسار أعمال الشغب في فرنسا الأسبوع الجاري، «أولا وقبل كل شيء، نحتاج إلى وقف الهجرة الفوضوية». اليمين المتطرف يلقي باللوم على المهاجرين في الأحداث الأخيرة وسعت لوبان وغيرها من اليمين، لإلقاء اللوم في أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في أفريقيا، استقرت في ضواحي بلدات ومدن منذ الستينات. ورغم اشتعال أعمال الشغب على خلفية اتهامات بممارسة الشرطة القسوة والعنصرية إثر مقتل الشاب نائل «17 عاما» وهو من أصول جزائرية في باريس، يشعر العديد من المحللين بأن وعد اليمين المتطرف بقمع حازم للجريمة والهجرة، يمكن أن يجذب مزيدا من الأشخاص. وقال أوليفييه بابو، المؤسس المشارك لمعهد سابينز للدراسات الذي يميل إلى اليمين، لفرانس برس «أعتقد أننا سنرى زيادة بعدة نقاط لحزب التجمع الوطني في امتداد للمكاسب اللافتة التي حققها في السنوات القليلة الماضية». وأضاف «من دون أن يفعلوا أو يقولوا أي شيء، تساعدهم الأحداث في إقناع جزء من الشعب». اليمين المتطرف يسعى لتحقيق مكاسب  ويوافق جان إيف كامو، الباحث في شؤون اليمين المتطرف لدى صندوق جان جور، على أن لوبن بل حتى السياسي الأكثر تطرفا والمعادي للإسلام إريك زمور، يبدوان الأكثر احتمالا لتحقيق مكاسب من أعمال الشغب. وقال «هناك خطر أن يستفيد إريك زمور ومارين لوبن من الوضع، وخصوصا خلال الانتخابات الأوروبية المرتقبة العام المقبل». وسعت الحكومة للرد على الخطاب الذي يدفع به اليمين المتطرف وحزب الجمهوريين والقائل إن المهاجرين هم المسؤولون عن الاضطرابات التي تضرر فيها 273 مبنى تعود إلى قوات الأمن و168 مدرسة. وصرح وزير الداخلية جيرار دارمانان أن 90 %  من قرابة 3000 شخص أوقفوا في 5  ليال من أعمال الشغب الأعنف، هم فرنسيون. بعض الموقوفين يعودون إلى أصول مهاجرة  وقال دارمانان ذو الجذور الفرنسية «نعم، هناك البعض الذين قد يكونون من خلفيات مهاجرة»، في إشارة إلى سجلات أسماء الموقوفين التي اطلع عليها خلال جولته على مراكز الشرطة، مضيفا: لكن هناك أيضا العديد من«كيفن» و«ماتيو» أيضا، وفق ما قال أمام مجلس الشيوخ الأربعاء. وأضاف «هذا التحليل القائم على الهوية يبدو خاطئا بالنسبة إلي»، معترفا في الوقت نفسه بأن المسألة المتعلقة بأفضل طريقة لدمج المهاجرين «مثيرة للاهتمام». ويعتقد كامو أن بعض الناخبين يمكن أن يعطوا الفضل للحكومة لسيطرتها على الاضطرابات في أقل من أسبوع، مع نشر ما يصل إلى 45 ألف عنصر من قوات الأمن.

مشاركة :