ما يزال البرق، على الرغم من انتشاره على الأرض، ظاهرة مناخية غير مفهومة نسبيا، وهناك الكثير عن تعقيداته الدقيقة التي ما زلنا نتعلمها. ولكن مع وجود مرصد جديد يدور حول عالمنا، لدينا فرصة أخرى لفهم هذه الانفجارات القوية للكهرباء - ومعها، طريقة للتنبؤ بشكل أفضل بظهور العواصف الشديدة التي تعرض الأرواح والبنية التحتية للخطر. وبرعاية وكالة الفضاء الأوروبية، يوجد ما يسمى "Lightning Imager" على متن أقمار الطقس Meteosat التي تديرها المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية (Eumetsat). وقد انتشرت إصدارات الفيديو الأولى الخاصة بالبرق عبر أوروبا وإفريقيا والمحيط الأطلسي، وهي بالتأكيد مثيرة للاهتمام. يتكون Lightning Imager من أربع كاميرات، تغطي أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من أمريكا الجنوبية، ويمكنه التقاط البيانات بمعدل 1000 إطار (كادر، صورة) في الثانية. وكل مقطع فيديو تم إصداره حديثا عبارة عن رسوم متحركة تعرض سلسلة من الصور التي التقطتها الآلة، وتجمع بين الفاصل الزمني لضربات البرق وصورة للأرض. ويقول فيل إيفانز، المدير العام لشركة Eumetsat: "غالبا ما تسبق العواصفَ الشديدة تغيراتٌ مفاجئة في نشاط البرق. ومن خلال مراقبة هذه التغيرات في النشاط، ستمنح بيانات Lightning Imager المتنبئين بالطقس ثقة إضافية في توقعهم للعواصف الشديدة. وعند استخدام هذه البيانات بالاقتران مع البيانات العالية الدقة من التصوير المرن المدمج، سيكون المتنبئون بالطقس أكثر قدرة على تتبع تطور العواصف الشديدة ويكون لديهم وقت أطول لتحذير السلطات والمجتمعات". وربما يكون أكثرَ ما يلفت الانتباه مقطعُ الفيديو الخاص بإفريقيا الوسطى، وهي من بين أكثر المناطق عرضة للبرق على هذا الكوكب. وفي مقابل الظلمة النسبية لسطح الأرض، تتلألأ ضربات الصواعق عمليا عبر الغيوم، وتظهر بيانات خمسة أيام في دقيقتين فقط. وتُظهر الرسوم المتحركة أن البرق ثابت إلى حد ما في المنطقة، مع المزيد خلال فترة الظهيرة والمساء. ويظهر أيضا مجموعة متنوعة من نشاط العواصف، من العواصف الصغيرة والمعزولة إلى أنظمة العواصف الواسعة النطاق. وتواجه الكاميرا الشمالية أوروبا، حيث تُرى العواصف الرعدية تتطور يوميا حول البحر الأبيض المتوسط في أوائل شهر يونيو، وتتشكل مع ارتفاع حرارة الشمس عن الأرض وتوضيحها بعد غروب الشمس. ويُظهر الفيديو أيضا أنظمة عواصف أكبر وأكثر ثباتا في غرب إفريقيا، بينما تظل بقية أوروبا خالية نسبيا من السحب بسبب نظام الضغط العالي خلال الوقت الذي تم فيه جمع البيانات. أخيرا، يُظهر الفيديو الثالث عواصف فوق المحيط الأطلسي، مع أجزاء من إفريقيا وأمريكا الجنوبية. وتغطي هذه الكاميرا جزءا من العالم يسمى منطقة التقارب بين المناطق المدارية، وهو حزام يدور حول الكرة الأرضية بالقرب من خط استواء الكوكب حيث تلتقي الرياح التجارية لنصف الكرة الأرضية معا. وتخلق هذه الرياح المتقاربة الظروف المثالية للعواصف التي تثور هناك بشكل شبه دائم. ويُظهر الفيديو هذه العواصف تتحرك ببطء في جميع أنحاء العالم من الشرق إلى الغرب على مدى خمسة أيام. وإذا كانت الظروف مناسبة، يمكن أن تتحول هذه العواصف إلى أعاصير مدارية. ويقول الفريق إن البيانات ستساعد العلماء على التنبؤ بشكل أفضل بالطقس، وتحليل ظواهر الطقس، وتحسين السلامة الجوية. المصدر: ساينس ألرت تابعوا RT على
مشاركة :