أفادت مصادر فلسطينية اليوم (الأحد) بأن مستوطنين إسرائيليين هدموا أجزاء من سوق قديم وأحرقوا أراضي زراعية في الضفة الغربية، الأمر الذي قوبل بتنديد فلسطيني رسمي. وقال مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عددا من المستوطنين أقدموا على هدم أجزاء من السوق القديم وسط مدينة الخليل المغلق منذ عام 1983 بحجة أمنية تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي. وأضاف حمدان أن بلدية الخليل حصلت على أمر احترازي من المحكمة الإسرائيلية بوقف بناء 31 وحدة استيطانية في السوق القديم منذ عام 2017 وحتى عام 2021، ولكن مجلس الاستيطان الأعلى سمح باستكمال البناء بعد ذلك. وأشار إلى أن أعمال الحفر والبناء من قبل المستوطنين تجري على قدم وساق منذ عدة أشهر، لافتا إلى أن العمل جاري لمتابعة هذه القضايا في المحاكم لإيقاف مخططات المستوطنين للتوسع الاستيطاني في المنطقة. ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل قرابة 250 ألف فلسطيني يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفق مركز الإحصاء الفلسطيني الرسمي. إلى ذلك، أحرق مستوطنون عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين (الدونم = 1000 متر مربع) في قرية اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس، بحسب رئيس مجلس القروي يعقوب عويس. وقال عويس في تصريحات صحفية إن عشرات المستوطنين أحرقوا عشرات الدونمات المزروعة بالمحاصيل الزراعية وعشرات أشجار الزيتون، مشيرا إلى أن الأهالي بمساعدة طواقم الدفاع المدني تمكنوا من السيطرة على الحرائق. وطالب عويس المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل لوقف "اعتداءات المستوطنين المتكررة على القرية وممتلكات المواطنين وأراضيهم الزراعية" بهدف ترحيلهم منها لصالح التوسع الاستيطاني. كما أفاد حسن مليحات الناشط في الدفاع عن حقوق البدو في أريحا بأن المستوطنين هاجموا المزارعين في تجمع عرب الكعابنة غرب المدينة وقاموا بتلويث مياه الشرب المخصصة لهم. وقال مليحات لـ((شينخوا)) إن المستوطنين قاموا بوضع مادة مجهولة في صهريج المياه المخصص لسكان التجمع، ما أدى إلى تلويثها، مما أثار حالة من الرعب والهلع بين الأهالي. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي على ذلك. من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان "اعتداءات" وهجمات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم في الضفة الغربية. واعتبر البيان أن هجمات المستوطنين على البلدات والقرى والتجمعات الفلسطينية خاصة في المناطق المصنفة (ج) ترتقي لمستوى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي". وقال إن الهجمات اليومية للمستوطنين تأتي نتيجة مباشرة "للدعم والإسناد والحماية التي توفرها مؤسسة الاحتلال العسكرية وتشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم". ورأى أن "تهاون المجتمع الدولي تجاه دماء الفلسطينيين وسرقة أرضهم واستباحتها يشجع إسرائيل على إعطاء المستوطنين المزيد من رخص التخريب وإحراق المزروعات والمنازل وتكثيف هجماتها ضد البلدات الفلسطينية". وطالب البيان المجتمع الدولي بموقف دولي حازم يجبر إسرائيل على تفكيك جماعات المستوطنين المسلحة وتجفيف مصادر تمويلها ورفع الغطاء عنها قبل فوات الأوان. وسبق أن نفذ مستوطنون هجمات واسعة في النصف الثاني من الشهر الماضي في عدة بلدات وقرى فلسطينية أعنفها في ترمسعيا قرب رام الله، ما أدى لحرق عشرات المركبات والمنازل وقتل فلسطيني بالرصاص الحي وإصابة آخرين بجروح، الأمر الذي قوبل برفض وتنديد فلسطيني وأوروبي. ويتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش والشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية للمستوطنين والتستر على ممارساتهم التي تتصاعد عاما بعد عام في وقت يشهد زيادة في أعداد المستوطنين بالضفة الغربية. ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.2 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف.
مشاركة :