محمد الصغير، الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام في مقابلة مع الأناضول: - تكرار الإساءة للمصحف الشريف من السويد تحدي لمشاعر أكثر من ملياري مسلم - اعتذار السويد عن حادثة حرق المصحف منقوص وغير مقبول - الموقف التركي الرسمي ضد جريمة حرق المصحف كان متقدما ويعبر عن مكانة تركيا - المقاطعة الاقتصادية سلاح حضاري وشعبي فعال ردا على الإساءات المتكررة - لا نطالب بمعاملة خاصة إنما لابد أن تحترم كل الأديان طالب محمد الصغير الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، بسن قوانين دولية تجرم الإساءة إلى كل الأديان، وذلك على خلفية الإساءات المتكررة للقرآن الكريم والرموز الإسلامية في الدول الغربية وخاصة السويد. وقال الصغير في مقابلة مع الأناضول إن "المقاطعة الاقتصادية عمل فعال وسلاح حضاري، ينبغي أن تستخدمه الشعوب في الرد على الإساءات المتكررة". وذكر أن "الغرب لا يعرف إلا لغة القوة والمال والاقتصاد"، مشيرا إلى أن الهيئة العالمية لنصرة نبي الاسلام كان لها دور فعال في "قيادة حراك إعلامي للدعوة إلى مقاطعة المنتجات السويدية". و"الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام" تأسست في تركيا عام 2021 وتضم عددا كبيرا من العلماء، وتهدف للتعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم باللغات العالمية. ووصف الصغير اعتذار السويد عن حادثة حرق المصحف بأنه "غير مقبول وهو اعتذار أعمى ومنقوص، لأنه يقول نحن كدولة نعتذر ولكن لا نستطيع أن نمنع حرية التعبير، وكأنهم يبشروننا بمرات قادمة من حرق المصحف". وفي 28 يونيو/ حزيران الماضي، مزق المواطن العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا (37 عاما)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي. ومنحت الشرطة السويدية للمواطن العراقي تصريحا بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي. وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد، ففي 21 يناير/ كانون الثاني 2023، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة، بعد أن قام بالودان نفسه في 14 أبريل/ نيسان 2022 بإحراق نسخة من القرآن في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة أيضا. تحدي مشاعر المسلمين وفي تعليقه على حادثة حرق نسخة من المصحف في السويد مؤخرا، قال الصغير: "تكرار الإساءة من السويد ورعاية حرق المصحف الشريف بوجود وزارة الداخلية وتصريح من مجلس الوزراء فيها تحدي لمشاعر أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض". وأضاف: "التوصيف الصحيح للجريمة في قضية التكرار أنه من أمن العقوبة أساء الأدب، ولو أنه حدثت ردة فعل قوية ومؤثرة من المرات الأولى، لا أظن أن السويد كانت ستقدم على هذه الجريمة وتكررها". وتابع: "الغرب الآن يسوده فكر اليمين المتطرف، وأغلبية الأحزاب المتطرفة بدأت تصل إلى السلطة، وأصوات منكرة بدأت تتعالى في وسائل الإعلام". وأكمل: "أصبح تصدير العداء للإسلام أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا هو شعار المرحلة، كانت هناك حروب قبل ذلك، الآن تحولت إلى اللسان والإعلام، ووجهت للتهجم على المقدسات وعلى معاداة المسلمين في أقدس المقدسات لديهم". قوانين دولية غائبة وحول وسائل منع حصول حوادث مشابهة مستقلا، قال الصغير: "أولا لابد أن تكون هناك قوانين دولية تجرم الإساءة إلى كل الأديان، نحن لا نطالب بمعاملة خاصة إنما لابد أن تحترم كل الأديان". وأردف: "عندنا أصل أصيل في الإسلام يقول فيه رب العزة والجلال: ’ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم’، فلابد أن تجرم الإساءة إلى كل الأديان والرموز الدينية، ولا بد أن تسعى الدول والسفارات والهيئات الحقوقية والمنظمات القانونية لسن هذه القوانين". ويلقي الصغير بدور كبير على عاتق الدعاة المسلمين في الغرب، قائلا إن لهم "دور أكبر في التعريف بالإسلام والمطالبة بحقوقهم في البلاد الموجودين فيها، أسوة بديانات أخرى يجرّم الاقتراب منها أو حتى من تاريخها كما يحدث مع اليهود، أو أقليات تجد من بعض الدول رعاية كاملة، كأقليات الشذوذ". ويتساءل: "لماذا تُراعَى الديانة اليهودية في تاريخها ومعتقداتها، حتى إنهم يصرحوا لهم بذبح الحيوانات ويمنعوا المسلمين في بعض البلاد إبان أيام عيد الأضحى". ويضيف متأسفا: "أما الإسلام فالإساءة إليه تجري تحت ما يسمى بحرية الرأي والتعبير، وكأن حرية الرأي والتعبير شعار لا يرفع إلا مع الإسلام". رود فعل مأمولة برأي محمد الصغير، فإن ردود الفعل الشعبية على إهانة المصحف الشريف في السويد لم تكن بالقدر المطلوب. وقال: "ردود الفعل الشعبية لم تكن بالقدر المأمول، المظاهرات ربما حدثت أمام سفارة السويد فقط في العراق، والمظاهرات التي خرجت كانت في أوروبا لأن حرية التظاهر فيها مكفولة أكثر من غيرها". وأضاف: "لم نجد عملا شعبيا يتناسب مع فداحة جريمة الاعتداء على المصحف الشريف، وإن كانت وسائل التواصل شهدت قيام الناشطين بحملات دعائية مشكورة ومطالبات بالمقاطعة الاقتصادية". وأكد الصغير أن "المقاطعة الاقتصادية عمل فعال، وسلاح حضاري، ينبغي أن تستخدمه الشعوب في الرد على الإساءات المتكررة". وردا على سؤال حول المواقف الرسمية الإسلامية، أجاب: "المواقف ليست كافية طبعا وكان بعضها خجولا والآخر مترددا وقليل منها متقدما، بدأت المغرب باستدعاء سفيرها للتشاور واستدعاء السفير القائم بالأعمال السويدي". وزاد: "كذلك فعلت الكويت والإمارات والأردن والسعودية، لكن أغلب الدول الاسلامية والعربية لم تتخذ الإجراءات التي تتناسب مع فداحة الجريمة، فالقرآن الكريم مقدس عند الكل، ولا يخضع لخلاف ولا لحزب ولا دولة ولا جماعة، كان ينبغي أن تكون ردة الفعل أقوى من ذلك بكثير". جهود دولية متصاعدة وحول جهود الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام في الرد على الإساءة للمصحف الشريف، قال الصغير: "من خلال كتيبة عمل إعلامية، بدأت الهيئة تقود حراكا عبر الدعوة لمقاطعة المنتجات السويدية، والغرب لا يعرف إلا لغة القوة والمال والاقتصاد". وأضاف: "بالفعل بدأت بعض المتاجر الكبرى مثل إيكيا أشهر المتاجر السويدية في الأردن بالاعتذار وقالت إنها ترفض هذا المسلك، وكذلك فرعها في المغرب". وأردف: "كل هذا من ثمار المجهود الذي قامت به الأمة وفي الطليعة الهيئة العالمية لنصرة نبي الاسلام، حيث تبنت وسوم إعلامية تنشر على مدار الساعة ما يتعلق بهذه الحملات". وذكر الصغير: "صدر اعتذار غير مقبول من السويد عن حرق المصحف، ولكنه اعتذار أعمى ومنقوص، لأنه يقول نحن كدولة نعتذر ولكن لا نستطيع أن نمنع حرية التعبير، وكأنهم يبشروننا بمرات قادمة من حرق المصحف". موقف تركي متقدم وحول المواقف التركية الرسمية في الرد على مظاهر الإسلاموفوبيا وجريمة حرق المصحف، قال الصغير: "من المواقف المتقدمة والمشكورة في الرد على الإسلاموفوبيا وجريمة حرق المصحف كان الموقف التركي الرسمي". وأردف: "من أوائل من شجب هذا الفعل الدنيء ووصفه بهذا الوصف كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووصف هذا العمل بالعمل الدنيء وغير المقبول، ثم جاءت تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان لتعبر عن تركيا الكبيرة حقيقة". وأضاف: "يعد الموقف التركي أكثر المواقف صراحة والتي صدرت من مسؤول مسلم تجاه هذه الجريمة، والتصريحات التركية أقوى التصريحات التي صدرت في هذا الصدد، وينبغي لتركيا أن تكمل مسيرتها في مواجهة الإسلاموفوبيا". وتابع: "تركيا الآن تعد رمز الإسلام، ولذا عندما أراد متطرفون دنماركيون حرق نسخة المصحف في مارس/ آذار الماضي اختاروا سفارة أنقرة في العاصمة كوبنهاغن وهذا له رمزية". وختم الصغير بالقول: "تركيا الآن تمثل صورة الإسلام الكبرى، وهذا التشريف ينطوي على تكليف لها أن تتحمل هذه المسئولية التي شرفها الله بها". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :