أعلن لبنان اليوم (الاثنين) أنه سيقدم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن لخرقها القرار 1701 باستمرار احتلالها القسم اللبناني من بلدة الغجر الحدودية في وقت نقلت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) طلبا اسرائيليا إلى لبنان بإزالة خيمتين لـ(حزب الله) فى منطقة لبنانية متاخمة لمزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل. وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب في بيان أنه التقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا والسفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا وبحث معهما في السبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من بلدة الغجر الممتد إلى خراج بلدة الماري. وأضاف أنه تم إبلاغ الطرفين بأن لبنان سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإزالة هذا الخرق وإنسحاب إسرائيل من هذه المنطقة المحتلّة تطبيقًا للقرار 1701، طالبا المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يضاف إلى الخروقات اليومية العديدة والمستمرة التي تهدد الإستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة. وأشار إلى أنه تداول مع فرونتسكا وشيا "موضوع الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا" اللتين اقامهما (حزب الله). وشدد بو حبيب "على أهمية استكمال عملية ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الإجتماعات الثلاثية (الأممية/اللبنانية/الإسرائيلية)، بما يعزز الهدوء والإستقرار في الجنوب اللبناني ويتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". وكان بوحبيب قد صرح في وقت سابق اليوم عقب اجتماعه ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وفد من يونيفيل برئاسة قائدها اللواء أرولدو لاثارو بأنه "تم البحث في الأوضاع الأمنية في الجنوب، ونقلوا لنا مطلب الجانب الاسرائيلي بإزالة الخيمة فكان ردنا بأننا نريدهم أن يتراجعوا من شمال بلدة الغجر التى تعتبر أرضا لبنانية". وأشار إلى أن لبنان سجل نحو 18 انتهاكا إسرائيليا لـ(الخط الأزرق) وهو الخط البالغ طوله 120 كيلو مترا والذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في العام 2000 بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم جنوب لبنان، الا أن لبنان يتحفظ على 17 من نقاطه. وردا على سؤال عن القرار الأممي 1701 والتجديد لليونيفيل، قال بوحبيب إنه سيتم بحث تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الدوري حول تطبيق هذا القرار في 20 يوليو الحالي، كما سيتم في آخر أسبوع من أغسطس المقبل التجديد لليونيفيل. ويشهد الخط الحدودي بين لبنان واسرائيل في محور مزارع شبعا منذ فترة حالة من التوتر الشديد في اعقاب تهديد اسرائيلي بازالة خيمتين نصبهما عناصر من (حزب الله) منذ فترة في منطقة تعتبرها إسرائيل داخل حدودها في حين يعتبرها الجانب اللبناني في منطقة لبنانية. وكان الجيش الاسرائيلي أقدم في مطلع الشهر الجاري على اجراءات أحاط فيها القسم اللبناني من بلدة الغجر بسياج شائك وجدار اسمنتي في خطوة لاقت اعتراضا من الجانب اللبناني لمخالفتها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وقد دعت الخارجية اللبنانية في بيان أصدرته في وقت سابق من الشهر الجاري إلى انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من كل الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها. وبدوره، وصف (حزب الله) الاجراءات الاسرائيلية بالخطيرة، لافتا إلى أن القسم الشمالي اللبناني من بلدة الغجر تعترف به الأمم المتحدة على أنه من الأراضي اللبنانية، ودعا الدولة والشعب اللبناني إلى التحرك لمنع تثبيت هذا الاحتلال والغاء الاجراءات العدوانية وتحرير هذا الجزء من أرضنا.
مشاركة :