أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، أمس الإثنين، أن درجات حرارة سطح البحر في العالم وصلت إلى مستوى قياسي خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز وأن نمط طقس “النينيو” الاحتراري قد بدأ للتو. وقرعت الوكالة الأممية جرس الإنذار إزاء “الذروة غير المسبوقة” في درجات حرارة سطح البحر في شمال المحيط الأطلسي، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة . وقال مدير قسم مراقبة المناخ في منظمة الأرصاد الجوية، عمر بدّور، “يمكن اعتبار الأسبوع الأول من يوليو/تموز … الفترة الأكثر دفئا أو أدفأ أسبوع تم تسجيله على الإطلاق خلال هذا الشهر من السنة”، حيث يقترب متوسط درجة الحرارة العالمية من 17.24 درجة مئوية في 7 يوليو/تموز. وأضاف الخبير في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة اليومية المسجلة خلال شهر يونيو/حزيران في شمال الأطلسي كانت “مرتفعة بشكل كبير” مقارنة بالقراءات المعتادة، بينما وصلت مستويات الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى لها خلال يونيو/حزيران منذ بدء عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية. وسلط مدير برنامج أبحاث المناخ العالمي التابع للمنظمة، مايكل سبارو، الضوء على أن “هذا النوع من الانخفاض في الجليد البحري الذي شهدناه حول القطب الجنوبي لم يسبق له مثيل”. وأضاف “يُعتقد عادة أن منطقة القطب الجنوبي مستقرة نسبيا، فهي أبرد بكثير من القطب الشمالي. لقد اعتدنا على رؤية هذه الانخفاضات الكبيرة في الجليد البحري في القطب الشمالي، ولكن ليس في القطب الجنوبي”. وخارج القارة القطبية الجنوبية، حذرت منظمة الأرصاد الجوية من أن “موجة الحر البحري” ستؤثر أيضا على توزيع مصايد الأسماك والنظم البيئية للمحيطات، مع تأثيرات غير مباشرة على المناخ. وأوضحت المنظمة أن درجة حرارة سطح الماء ليست وحدها التي تزداد دفئا، بل المحيط كله سيزداد دفئا ويمتص طاقة تبقى هناك لمئات السنين. وقال بدّور: “عندما يحدث إعصار استوائي، يتأثر كل شيء في الشواطئ، بما في ذلك مصايد الأسماك، ولكن تتأثر اليابسة أيضا، مع هطول أمطار غزيرة يمكن أن تؤدي إلى وقوع إصابات وتشريد السكان. لذلك، إذا قلنا إنه تغيير جذري، فهذا يعني أيضا احتمالية كبيرة لظواهر الطقس والمناخ المتطرفة”. وخلال الأسبوع الماضي فقط، أعلنت المنظمة ظهور ظاهرة النينيو، التي تميزت بارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ. بالاقتران مع تأثير غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، من المتوقع أن يجعل نمط الطقس واحدة من السنوات الخمس المقبلة الأكثر دفئا على الإطلاق. وقال مسؤولا المنظمة للصحفيين في جنيف: “إننا في وضع مجهول ويمكننا أن نتوقع المزيد من درجات الحرارة القياسية مع استمرار تطور ظاهرة النينيو”، مع امتداد تأثيرات هذه الظاهرة حتى عام 2024. وأوضح سبارو: “خلال عام من ظاهرة النينيو، تحدث درجات حرارة أعلى في الغلاف الجوي، لأن الحرارة تنتقل من المحيطات إلى الغلاف الجوي”. وأضاف: “نحن في الواقع في بداية هذه العملية، لذلك لم يكن لظاهرة النينيو تأثير كبير كما هو الحال في وقت لاحق من العام. لذلك، نشهد درجات الحرارة المرتفعة هذه في شمال المحيط الأطلسي … على الرغم من حقيقة أن ظاهرة النينيو لم تبدأ بعد”. وفقا لبدّور، فمن المتوقع أن يكون العام الأكثر دفئا بعد عام 2023، حيث من المتوقع أن تزداد ظاهرة النينيو. ومن المحتمل أن يكون عام 2024 عاما قياسيا، إذا استمرت قوة ظاهرة النينيو في التطور بما يتماشى مع التوقعات.
مشاركة :