سعيد الأحمد روائي مشغول بالهم الثقافي له تجربته الخاصة التي توزعت بين السرد تارة وبين الترجمات الأدبية تارة أخرى، حين أصدر روايته الأولى «عسس» كانت إشارة مهمة في عوالم السرد؛ لتقرأ شخوصا وأحداثا عديدة بلغة الفنان. الأحمد مازال يتنقل بين حقول متنوعة ومسارات إبداعية، لكن السرد الروائي هو الذي يستحوذ على عوالمه فيرى أن الرواية نص شوارعي وليس عملا مكتبيا متعاليا. الأحمد أكد أن خطابنا الثقافي يعاني من الاتهامات والتخوين، وأن خطابنا الديني مازال -في أرق حالاته- كارها ومشككا ومجرّما وهجوميا، وأن خطابنا الإعلامي مازال «مسلكا» للطرفين. «عكاظ» حاورته في هذا الحوار الخاص: • بعد روايتك عسس ذات العنوان الصادم كيف ترى تلك التجربة السردية الأولى لك بعد مضي سنوات على حضورها؟ •• على المشهد الفني أن يرى، فلست معنيا بتقييم ما أقدمه بعد أن أرمي به على أرفف ذائقة المشهد المرتبك، إن كان تقييمي ضروريا ومهما، فلا بأس أن أسر لك بكل فجاجة وفخر أن (عسس)، من وجهة نظري النقدية، مازال عملا مهما. • عسس رواية انحازت للطبقة المتوسطة هل قناعاتك الخاصة تتجه للإيمان بتأثير تلك الطبقة في مشهد الحياة؟ •• الطبقة المتوسطة هي من يصنع الاستقرار ويبني المستقبل، هذه حقيقة تاريخية وليست مجرد ادعاء لسعيد الأحمد؛ فالغارقون في الثراء والتجارة مشغولون بمكتسباتهم المستقبلية، والمغرقون في الفقر والتيه ليسوا أكثر من عبء يومي ولحظي. • قلت ذات رأي أن النص كائن حي، والكاتب كائن آخر مستقل، فإن التقيا بأشياء فلا بأس، وإن تباعدا فلا ضير، فالأهم أن تقرأ نماذجك وشخوصك، كان هذا في حضورك السردي الأول، الآن كيف هي رؤيتك؟ •• مازلت متمسكا بهذا الرأي. • ماذا بعد (عسس)؟ أعلم أنك انتهيت من رواية جديدة ماذا عنها؟ وما عنوانها؟ •• روايتي الجديدة بعنوان (رباط صليبي)، عن دار مدارك للنشر، وستكون بمعرض الرياض للكتاب بعد عشرة أيام، وأزعم أنها مساحة جديدة لم تكتب سابقا. • ما الذي يشغلك اليوم ككاتب ومثقف؟ ما الهم الذي يشغلك؟ •• يشغلني الخوف: الخوف من دسائس التطرف المتربص بخارطة وطني وبطفلتي رباب ورغد، وصديقاتهن في المرحلة الابتدائية! • تبدو علاقتك مع المؤسسة الثقافية ليست على ما يرام هل هو يأس من خطابها اليوم؟ أم ماذا؟ •• لست متأكدا، ربما كانت المؤسسة الثقافية هي اليائسة أو المتخوفة مني، أنا شخصيا لا أتخوف منها ولم يصبني أي يأس بعد. • الرواية عوالم مختلفة وكتابة تأريخ اجتماعي بلغة الفنان أنت كيف تراها؟ •• الرواية بناء متكامل من العوالم البسيطة جدا؛ اختراق لتعقيدات شخصية مثقفة، وسباك رقيق، ومخبز عتيق، وبائع (بطاقات يا نصيب)، بل حتى متعنت أحمق يعنف أطفاله ويقتل جاره.. باختصار: الرواية نص (شوارعي) وليست عملا مكتبيا لمتعال يرقب العالم من خلف ستارة نافذة غرفة استرخائه. • خطابنا الثقافي/ خطابنا الديني/ خطابنا الإعلامي تلك الخطابات المهمة كيف ترى حضورها في ظل مرحلة متغيرة وضبابية المعالم؟ •• خطابنا الثقافي يبذل بعض الجهد، ويعاني من كثير من الاتهامات والتخوين، وخطابنا الديني مازال -في أرق حالاته- كارها ومشككا ومجرّما وهجوميا، أما الخطاب الإعلامي فمازال (مسلكا) للطرفين.
مشاركة :