أدانت مجموعة الدول العربية بأشد العبارات حادثة إحراق نسخة من المصحف الشريف في أول أيام عيد الأضحي المبارك مؤكدة أنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال التساهل مع هذا النوع من الأفعال المشينة بما تمثله من تطاول على مقدسات ملياري مسلم واستهتار بمشاعرهم وعقيدتهم الدينية . وأشار بيان مشترك للدول العربية أمام مجلس حقوق الإنسان خلال المناقشة العاجلة حول أعمال الكراهية الدينية المتعمدة والعلنية إلى أن التساهل مع مثل هذه الأفعال يؤجج ظواهر الإسلاموفوبيا والكراهية ويؤسس للفتن داخل المجتمعات وأنه لا يمكن لأي دولة أن تدعي أنها تسعى لحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتتغاضى في الوقت نفسه عن التبعات الخطيرة لظاهرة ازدراء الأديان ومقدساتها وانعكاساتها السلبية على ثقافة السلام وتناقضها مع مبادئ قبول الآخر والوئام والتسامح وكل ذلك بذريعة احترام حرية الرأي والتعبير . وأكدت الدول العربية عالمية حقوق الإنسان وترابطها وعدم قابليتها للتجزئة، وأن الحق في حرية الرأي والتعبير ينطوي على واجبات ومسؤوليات عدة، خاصة في ضوء المادتين 19 و 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، مع الإشارة أيضا إلى المادتين 9 و 10 من المعاهدة الأوربية لحقوق الإنسان، والتقرير الصادر عام 2008 عن لجنة البندقية المنبثقة عن المجلس الأوروبي بشأن العلاقة بين حرية الرأي والتعبير وحرية الدين والمعتقد والذي أشار في الفقرتين 73 74 إلى الواجبات والمسؤوليات التي ينطوي عليها ممارسة الحق في حرية الرأي والتعبير ووجوب تجنب الآراء التي تعبر عن الازدراء أو الهجوم غير المبرر على الآخرين وانتهاك حقوقهم.
مشاركة :