انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم (الثلاثاء) الإدارة الأمريكية على عدم طرح أي مبادرة لإحياء عملية السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ عام 2014. وقال اشتية في كلمة خلال المؤتمر الوطني الفلسطيني للسكان "الديموغرافيا بين الصمود والتنمية" في مدينة البيرة إن "الإدارة الأمريكية الحالية والرئيس الأمريكي جو بايدن، سيكون الرئيس الوحيد الذي لم يقدم مبادرة سلام". وأضاف اشتية أن الرئيس بايدن هو الوحيد الذي "لم يرسل مبعوثا للسلام والإدارة الأمريكية تقوم بدور المتفرج" في ظل ما يجري من ممارسات تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وأشار إلى انعكاس الأزمة الروسية الأوكرانية على الشعب الفلسطيني وقضيته من حيث "ازدواجية المعايير الواضحة والبشعة، ما تسبب في خلق حالة من الغضب الاستثنائية عند كل فلسطيني تجاه السياسة الدولية في تطبيق القانون". وأضاف اشتية أن الأزمة تسببت في "قتل" اللجنة الرباعية الدولية التي تضم كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، قائلا: "الشيء المترتب على حرب أوكرانيا متعلق بنا هو مقتل اللجنة الرباعية في أوكرانيا ولم يعد هناك راع لعملية السلام". ويتطلع الفلسطينيون إلى نهج مغاير من المجتمع الدولي نحو إيجاد حل جدي وسريع في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد سنوات من التهميش صاحب ذلك رفض الحكومات الإسرائيلية الجلوس على طاولة المفاوضات لإحياء عملية السلام. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي "الأكثر إجراما في تاريخ إسرائيل، حيث قتل أكثر من 190 فلسطينيا منذ بداية العام وتم المصادقة على بناء 13 ألف وحدة استيطانية". وأضاف أن المشهد في إسرائيل مبني على "حجم الدم الفلسطيني المراق والتدمير في البنية التحتية في المساكن وبيوت المواطنين وتجريف الأراضي وتكثيف الاستيطان والهجمة على القدس والمسجد الأقصى". وتابع اشتية أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "لا تريد دولة ولا دولتين وإنما تريد الحفاظ على الوضع الراهن فقط، تشن فيه علينا حروبا مركبة على الأرض والجغرافيا والإنسان والمال"، مشيرا إلى أن الحرب المالية تريد أن تبقي حكومته على "حافة الانهيار". وأشار إلى أن الخصومات الإسرائيلية الشهرية من الحكومة الفلسطينية تصل إلى 276 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.6 شيقل) تحت حجج مختلفة، محذرا من أن الحرب المالية تجعل من حكومته "غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها". وأضاف أن القيادة الفلسطينية تحاول إحياء مبادرة السلام العربية وخلق أفق سياسي، بيد أن مجموعة من التحديات "تواجهنا أهمها إنهاء الانقسام"، معربا عن أمله في إنهاء هذا "الفصل الأسود من تاريخ شعبنا بعدما يتكلل المؤتمر العام لأمناء الفصائل المقرر نهاية الشهر الجاري في القاهرة بدعوة من الرئيس محمود عباس بالنجاح". وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس من العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967، بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
مشاركة :