أفادت دراسة أميركية بأن المعلومات الشائعة عن ارتباط نصف الدماغ الأيسر بالمنطق والعقلانية، وارتباط النصف الأيمن بالإبداع والمشاعر، إضافة إلى تقسيم الأشخاص إلى فئتين: إحداهما يرتفع لديها النشاط في النصف الأيمن وأخرى في النصف الأيسر، ليست سوى «خرافة». ونقل موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أمس، عن باحث في علم الدماغ في جامعة «يوتا»، يدعى جيفري أندرسون، قوله إن «بعضهم قد تكون لديه قدرات منهجية وطرق معرفية منطقية أعلى، أما بعضهم الآخر فتكون أساليبه أكثر عفوية، لكن هذا الأمر لا علاقة له بمستوى نشاط وظائف نصف الكرة الدماغية الأيسر أو الأيمن». وقاد أندرسون فريقا درس أدمغة أكثر من ألف شخص وقاس الإشارات الصادرة من جانبي الدماغ، ووجد أن هذه الإشارات كانت موزعة بالتساوي إلى حد ما بين جانبي الدماغ، أي أن فرضية ارتفاع نشاط جانب واحد من الدماغ لدى الأشخاص لم تكن صحيحة. وذكر الموقع أن هذه النتائج تجعل من نظرية ارتفاع نشاط جانب واحد من الدماغ لدى الأشخاص وارتباطها بمستويات الإبداع والمنطق مجرد «خرافة»، مضيفاً أنه من المرجح أن يكون الأمر الذي ساعد على رواج هذه الفكرة المغلوطة البحث الذي فاز بجائزة «نوبل»، وأظهر أن أجزاء مختلفة من الدماغ لها وظائف مختلفة. إلا أن تصنيف جانبي الدماغ إلى جانب «منطقي» وجانب «عاطفي» أمر مرتبط بالمعتقدات الشعبية او الدينية وليس له علاقة بالعلم. وقال أندرسون إن «الفكرة الشعبية المتمثلة في وجود جانب عاطفي وآخر منطقي في الدماغ، لا يوجد لها دعم في مجتمع علم الأعصاب، وتتعارض مع ما توصلت إليه عقود من الدراسات التي تنظر في تنظيم الدماغ ووظائفه ونصفيه، ومع الأدلة التي حصل عليها العلم من المرضى المصابين بآفات في أحد نصفي الدماغ».
مشاركة :