قبل يومين أعلنت وزارة الداخلية السعودية وبشفافيتها المعهودة عن حادثة ليست إرهابية فقط، بل وجريمة تجرد منفذوها من كل شيء اسمه إنسانية. فقد علمنا بأن ستة من الشباب اليافع استدرجوا أحد جنود هذا الوطن ممن تربطهم به صلة قرابة ومن ثم تم اغتياله بدم بارد.. إلى هنا انتهت القصة للكثير. ولكن القصة لم تنته بالنسبة لوزارة داخليتنا ومنسوبيها. فوزارة الداخلية لدينا لا تتوقف عند جملة.. الفاعل غير معروف مكانه أو تم التحفظ على القضية أو سجلت القضية ضد مجهول. فوزارة الداخلية أعلنت كل التفاصيل عن الجريمة الشنعاء ومنفذيها وعددهم وأعمارهم. وبمعنى آخر فوزارة الداخلية لدينا لديها الجواب حتى قبل أن يتم طرح السؤال. الدولة حفظها الله تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ووزارة الداخلية والتي على رأسها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أدت دورها كاملا فيما يخص محاربة الإرهاب بجميع أنواعه وأمنت البلاد وضربت أوكار الفتن بكل أنواعها.. ولكن ماذا عن البقية. فمحاربة الإرهاب والجريمة لا تتم بعد أن تحدث الجريمة أو العمل الإرهابي. فهناك الكثير ممن عليهم دور كبير في محاربة الإرهاب والجريمة. فهناك البيت والمدرسة والمسجد وغيرها من المؤسسات التي عليها دور كبير في التوعية والتنبيه وخاصة حين التعامل مع الشباب الذي يسهل تحريك تفكيره يمنة ويسرة. وبإمكان تلك المؤسسات التعليمية والتربوية أن تقوم بدورها في تحصين الشباب دون أن تتأثر خطط سير أعمالها اليومية. وهذا ما قامت به وزارة الداخلية لدينا. فأكثر شيء يحسب لوزارة الداخلية هو أنها ومنذ زمن ورغم ما مرت به البلاد من عمليات إرهابية ومحاولات لزعزعة أمنها هو أنها لم تنس عوامل التطوير في الوزارة وخدماتها وأساليب تعاملها مع الناس وتسهيل الكثير من الأمور التي تمس حياة المواطن. ففي البلاد الأخرى يتوقف عمل أجهزة الأمن في حالة حدوث طارئ, ولكن وزارة داخليتنا لم تتوقف عن التطوير في وقت كانت تتعامل مع ظاهرة الإرهاب التي هزت العالم أجمع. فنحن نرى في وزارة الداخلية تطورا في نوعية الخدمات بشكل يومي سواء أكان إصدار جواز سفر أو إقامة أو غيرها. بل ان الكثير تعجب من سرعة أدائها أثناء قيامها بتغيير ملايين من بطاقات الهوية الوطنية في عضون أسابيع وتغيير آلية إصدار جواز السفر ونوعيته في وقت لا تزال بعض الدول لم تنته من تغيير نوعية جوازات سفرها رغم مرور السنين وغيرها من وسائل تطوير تعتبر من الأفضل على مستوى العالم. وقد كانت وزارة الداخلية عبر كل منسوبيها تقوم بذلك دون تأخير أو تعطيل مصالح المواطن. ولكننا في نفس الوقت نرى مؤسسات لدينا كما يقول المثل (يومها بسنة). ولكن وفي هذا الوقت الذي يتربص به العدو لهذه البلاد فالمطلوب من الكل أن نضع يدنا بيد الدولة وبيد وزارة الداخلية لكي نؤمن تراب هذا الوطن من كل عابث.
مشاركة :