لا يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة حرارة الغلاف الجوي فحسب، بل إنه أيضا مسؤول عن ارتفاع درجة حرارة البحر، ما له تأثير خطير على النظام البيئي بأكمله. تواجه مصائد الأسماك في هيوغو الآن تغييرات خطيرة تجعل الكثير من المكونات الأساسية للمائدة اليابانية في أزمة. (صحيفة كوبي) - ’’إنها المرة الأولى التي أتناول فيها مثل تلك الطحالب البحرية في حياتي، المشكلة تزداد سوءا أكثر فأكثر‘‘. في منتصف مارس/آذار عام 2023، انتابت مزارع الطحالب البحرية كاتو كازوفومي الحيرة حول كيفية التعامل مع هجوم أسماك الشبوط الأسود أو الأبراميس البحري ذي الرؤوس السوداء على مزرعة الطحالب البحرية لديه. وتعرضت أكثر من نصف شبكات الطحالب البحرية لدى كاتو والتي يبلغ عددها 1200 شبكة هذا الموسم للضرر. وبينما كان يحصد عادة الطحالب البحرية حتى منتصف أبريل/نيسان، إلا أنه سحب شباكه هذا العام في وقت مبكر. منذ بضع سنوات، تضررت مزارع الطحالب البحرية في جميع أنحاء بحر هاريما ومنطقة خليج ساكا بسبب هذه الأسماك. وذلك أثناء تواجدها في المياه حول كوبي وأكاشي والجزء الشمالي من جزيرة أواجي، ويتراجع هذا الضرر في حوالي فترة بداية العام الجديد حيث تنخفض درجات حرارة المياه إلى أقل من 13 درجة، بينما تظل درجات الحرارة في الجزء الجنوبي من جزيرة أواجي مرتفعة طوال العام، وينشط أبراميس البحر الأسود في تلك المنطقة طوال موسم الطحالب البحرية. وحسب ما ذكر معهد هيوغو لتكنولوجيا مصائد الأسماك في محافظة هيوغو ومقره في أكاشي، يبدو أن انخفاض مستويات العناصر الغذائية ومصادر الغذاء في البحر أحد العوامل أيضا. ونتيجة لذلك خرج منتجو الطحالب البحرية في المحافظات الأخرى تماما من هذه الأعمال التجارية. وبينما يسجل بحر أريأكي في كيوشو غلة منخفضة من الطحالب البحرية، إلا أن هيوغو لديها القدرة في أن تصبح أكبر منتج للطحالب البحرية في اليابان. ولكن تسبب نقص العناصر الغذائية في المياه في السنوات الأخيرة، في فقدان الأعشاب البحرية للونها الأسود المميز، حيث يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على المحاصيل وجودتها. يبدأ استزراع الطحالب البحرية التي تنمو في مياه الشتاء الباردة في الخريف مع انخفاض درجات حرارة المياه. ويتفق المزارعون على أن 23 درجة مئوية هي درجة الحرارة المثلى لزراعة البذور و18 درجة مئوية هي الحرارة المثلى لبدء الإنتاج. ولكن في السنوات الأخيرة ظل المحيط دافئا لفترة أطول، ما يتسبب في حدوث تأخر في الإنتاج. يقول معهد تكنولوجيا المصائد إن موسم إنتاج الطحالب البحرية يتأخر عاما بعد عام ويصبح أقصر. إن تأخر موسم الإنتاج لا يعني فقط أن الطحالب البحرية لم تعد تنمو خلال الفترة التي يحتوي فيها البحر على معظم العناصر الغذائية فحسب. وإنما يعني أيضا أن موسم انتقاء أفضل أنواع الطحالب البحرية سواء حول جنوب جزيرة أواجي وحول كوبي وأكاشي يتزامن مع ذروة نشاط أبراميس البحر الأسود، ما يعرض أول الطحالب البحرية عالية القيمة في الموسم إلى احتمال التهامها من قبل تلك الأسماك أحيانا. وتكافح جزيرة أواجي لإنتاج الطحالب البحرية ’’واكامي‘‘ أيضا مع ارتفاع درجات حرارة البحر في الصيف. باختصار، إن التغيرات في البحار الناجمة عن الاحتباس الحراري تتخذ مظاهر مختلفة تتسبب في تهديد مستقبل الصيد. في منتصف شهر مارس/آذار في ميناء كوبي لصيد الأسماك في تارومي، أنهى صياد للتو عمله في الصباح ووصل مع صيده من أبراميس البحر والسمك المفلطح. يقول مائدا كاتسوهيكو رئيس جمعية سيتّسو لصيد الأسماك: ’’من المفترض أن يكون منتصف شهر مارس/آذار هو أفضل وقت لاصطياد صغار ثعبان الرمل، ولكننا اعتدنا على مثل هذه الكمية المخيبة للآمال من الصيد‘‘. انخفض صيد صغار ثعبان الرمل إلى عُشر مستوياته السابقة خلال نصف القرن الماضي وظل عند أدنى مستوياته القياسية. وبينما كان الموسم يستمر لمدة شهر في خليج أوساكا هنا، إلا أنه انتهى فعليا بعد أربعة أيام فقط. ويتنهد مائدا قائلا ’’لم يعد بإمكاننا الاعتماد على ثعبان الرمل كمصدر دخل‘‘. وترجح حكومة محافظة هيوغو سبب قلة الصيد إلى انخفاض كمية العوالق الحيوانية التي يتغذى عليها ثعبان الرمل، فضلا عن نقص النيتروجين والفوسفور والأملاح المغذية الأخرى. ويقال إن التقدم المحرز في معالجة مياه الصرف الصحي جعل المياه ’’نظيفة للغاية‘‘. وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن السبب الرئيسي لتراجع كميات الصيد بشدة في أماكن مثل خليج سينداي على ساحل المحيط الهادئ بمحافظة ميياغي، هو ارتفاع درجة حرارة المحيط. إن أسماك ثعبان الرمل حساسة لدرجات الحرارة المرتفعة، لذلك تختبئ في الرمال في الصيف وتبقى في حالة سبات. ولكن في السنوات الأخيرة، أدت درجات الحرارة المرتفعة باستمرار إلى جعل فترة سباتهم أطول، وهذا قد يضعف الأسماك ويقلل من وضع البيوض عند البالغة منها. زادت درجة حرارة سطح المياه حول اليابان بمقدار 1.19 درجة على مدار المائة عام الماضية، كما لوحظت زيادة بنحو درجة واحدة في بحر سيتو الداخلي، ولكن من غير الواضح إن كان هناك أي ارتباط بين هذا الأمر وتراجع أعداد ثعبان الرمل. ويحذر تاندا مينورو المدير السابق لجمعية سيتّسو لصيد الأسماك، من أنه إذا استمرت درجات حرارة المياه في الارتفاع فقد تصبح أسماك ثعبان الرمل غير قادرة على العيش في المنطقة. كما أن صناعة صيد ثعبان البحر في حالة يرثى لها، حيث انخفض صيد ثعابين المياه المالحة في هيوغو بنحو 7% مقارنة بـ30 عاما خلت. يقول تاكاتاني شيغيكي مدير جمعية إيهو التعاونية لصيد الأسماك ومقرها في تاكاساغو ’’إننا نصطاد اثنين أو ثلاثة ثعابين فقط في اليوم. وفي نفس السياق نلتقط الكثير من أسماك الناجوج‘‘. ويضيف تاكاتاني إنه في حين أن درجات الحرارة المرتفعة تعني طعاما أقل لصغار ثعبان الرمل التي تسافر إلى بحر سيتو الداخلي، فمن الممكن أنها جعلت المنطقة أيضا بيئة أكثر ملاءمة لأسماك الناجوج التي تفضل المياه الأكثر دفئا. (المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: طحالب بحرية مستزرعة يتم سحبها من المياه قبالة سوما في كوبي في يناير/كانون الثاني عام 2022. النص من قبل إيشيزاوا ناناكو ويوكوتا ريوهيي، تصوير سوزوكي ماسايوكي، © صحيفة كوبي) كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | ارتفاع حرارة المحيطات يهدد المنتجات البحرية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :