الخطر يهدد أنواع النحل التي تلقح المحاصيل الغذائية

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أوضحت نتائج أول تقييم شامل للحشرات المسؤولة عن تلقيح أزهار المحاصيل أن النحل والمُلقحات الأخرى تواجه مخاطر متزايدة تهدد حياتها ما يهدد حاصلات مثل التفاح والتوت البري والبن، تقدر قيمتها بمليارات الدولارات سنويا. وأضافت النتائج أن مبيدات الآفات وفقدان أماكن المعيشة نتيجة التوسع في المدن والمزارع إلى جانب الأمراض وتغير المناخ من بين المخاطر التي تهدد حياة نحو 20 ألف نوع من نحل العسل، علاوة على الطيور والفراشات والخنافس والخفافيش التي تقوم بعملية إخصاب الزهور وإكثارها من خلال نشر حبوب اللقاح. وقال ذكري عبد الحميد الذي أشرف على التقرير الذي شاركت في وضعه 124 دولة - «المُلَقِحات أساسية للاقتصاد العالمي وصحة الإنسان». وأضاف أن كميات من إنتاج الغذاء العالمي تتراوح بين 235 و577 مليار دولار بأسعار السوق تعتمد على هذه المُلَقِحات. ويوفر قطاع الغذاء فرص عمل للملايين مثل جامعي محصول البن في البرازيل ومزارعي الكاكاو في غانا واللوز في كاليفورنيا أو منتجي التفاح في الصين. يقول البرنامج الحكومي للسياسات العلمية بشأن التنوع البيئي وخدمات المنظومات البيئية الذي تأسس عام 2012 والذي وضع هذه الدراسة إن كثيرا من المُلَقِحات يتهددها الخطر لا سيما النحل والفراشات، وفي أوروبا على سبيل المثال تتعرض نسبة تسعة في المائة من أنواع النحل والفراشات للانقراض. وأشار التقرير إلى المخاطر المتمثلة في مبيدات الآفات مثل نيونيكوتينويدات التي ترتبط بآثار مدمرة في أميركا الشمالية وأوروبا، لكنه قال إنه لا تزال هناك فجوات كثيرة في فهم آثارها على المدى البعيد. وقالت الدراسة إن فهم آثار الحاصلات المعدلة وراثيا على المُلَقِحات لا يزال ضئيلا وإن كميات الإنتاج الزراعي التي تعتمد على التلقيح ارتفعت بنسبة 300 في المائة خلال الخمسين سنة الأخيرة فيما ينتج نحل العسل الغربي 1.6 مليون طن من العسل سنويا. وقال ذكري إن المستقبل ليس بهذه الدرجة من القتامة وإن الأنباء السارة هي أن هناك كثيرا من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من هذه المخاطر، منها زراعة أشرطة أو رقعة من الزهور البرية لجذب المُلَقِحات إلى حقول المحاصيل مع الإقلال من استخدام مبيدات الآفات أو التحول إلى الزراعة العضوية ما قد يحد من هذه الأضرار. وقال الباحثون إن هناك خطوات أخرى يمكن أن تتم على المستوى الفردي منها أن يقوم صغار المزارعين في أفريقيا مثلا بزراعة الزهور البرية على جزء من رقعتهم الزراعية وعلى حواف الحقول، وأن يقوم سكان المدن بزراعة الزهور في الأفنية الخلفية أو الأصص على النوافذ. وأفادت دراسات سابقة أن اثنين في المائة فقط من أنواع نحل العسل البرية هي التي تقوم بوظيفة تلقيح نحو 80 في المائة من المحاصيل فيما قال تقرير دولي يرتكز على 90 دراسة أجريت في خمس دول إن على الحكومات أيضا العمل على الحفاظ على نحل العسل الذي لا يلقى اهتماما واجبا على ما يبدو تحسبا لأن يلعب دورا أكبر في حالة وقوع كوارث بيئية قد تنجم عن تغير المناخ. ويعتمد على الملايين من حشرات نحل العسل في تلقيح المحاصيل بالولايات المتحدة التي تنتج ربع كم الغذاء الذي يستهلكه الأميركيون، فيما يذرع خبراء تربية نحل العسل البلاد طولا وعرضا لتوزيع وإنشاء خلايا النحل للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة.

مشاركة :