مقالة خاصة : فنانون فلسطينيون ينظمون حفلا موسيقا لإحياء التراث الفلسطيني في غزة

  • 7/12/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أحيا مجموعة من الفنانين الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي مشدد منذ عام 2007 حفلا فنيا أبهر الحاضرين داخل موقع أثري في محاولة لإحياء التراث الفني الفلسطيني. وأقيم الحفل الفني الذي أطلق عليه اسم "رحلة الروح" الليلة الماضية من قبل جمعية "كمنجاتي" غير الحكومية بالتعاون مع شركة بريمير ايرجنسي انترناشيونال في الموقع الأثري تل أم عامر في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع. وخلال الحفل الفني تم غناء العديد من الأغاني العربية وكلمات مستوحاة من الموسيقى التقليدية الإسلامية، إلى جانب التراث الفلسطيني، وسط تفاعل كبير من قبل الجمهور الحاضر من كلا الجنسين والتصفيق للفرقة الفنية. وقال محمد لوماني منسق الحفل بينما كانت تصدح ترانيم موسيقية في المكان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحفل نظم لإضفاء البهجة على سكان القطاع وإحياء التراث الثقافي الفلسطيني الذي اختفى في الأعوام الماضية بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية. ويضيف لوماني الذي يقف بجوار عدد من المعالم الأثرية أن "إقامة الحفلات الفنية والفعاليات الثقافية في المواقع الأثرية الفلسطينية يهدف لنقل رسالة إلى العالم بأن غزة لديها تراث غني ليس ثقافيا فحسب ولكنها تطال كافة جوانب حياتنا". ويتابع لوماني أن "غالبية الأجانب يعتقدون لسوء الحظ أن قطاع غزة منطقة نزاع لن تعيش في سلام أبدا، ولذلك قررنا إلقاء الضوء بشكل مباشر علي تراثنا الثقافي من خلال الموسيقى التقليدية بنا التي تقام في المواقع الأثرية". ويعتبر موقع تل أم عامر أو ما يطلق عليه دير القديس هيلاريون هو من أقدم الأديرة في فلسطين ويقع قرب شاطئ البحر وتم اكتشافه في العالم 1993، وقبل نحو 5 أعوام أعيد التنقيب داخل الدير الذي يضم كنيستين ومقبرة وفسيفساء ملونة ومزينة بالرسوم والنقوش. وتعد مدينة غزة من مدن العالم القديمة وخضعت لحكم الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والمسلمين. ويقول محمد عبيد منظم الحفل بينما يجلس حوله عدد من الحضور في الهواء الطلق لـ ((شينخوا)) إن "الناس في غزة يتطلعون حقا إلى حضور مثل هذه الحفلات الفنية في الأماكن العامة للحصول على بعض الترفيه والخروج من حالة الكآبة الناتجة عن المعاناة غير المسبوقة". ويضيف عبيد أن "الحفل الفني يؤكد أنه على الرغم من المعاناة في قطاع غزة التي تخضع لحصار وشهدت جولات من التصعيد العسكري وتعاني من أزمات اقتصادية، يجب أن يعيش الناس لحظة من السعادة والأمل لأنها يمكن أن تمنحهم نوعًا من الأمل". نادرا ما يتم تنظيم حفلات موسيقية أو غنائية عامة في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ صيف 2007 بسبب قلة المؤسسات والجهات المعنية بهذا الجانب، إلا أن الحفل شهد إقبالا كبيرا من الجمهور من مختلف الأعمار. وكانت الشابة مها سوارحة أحد الحاضرين منشغلة بالتقاط صور للفنانين خلال الحفل ونشرها على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)). وتقول سوارحة (25 عاما) لـ ((شينخوا)) "سعيدة بحضور مثل هذا الحدث الرائع، حيث يتعين علينا بشكل أساسي السفر إلى خارج غزة حتى نتمكن من الاستمتاع بمثل هذه الحفلات الممتعة". وتضيف أن "حفلات فنية جميلة مثل هذه تخرجنا من الروتين وحالة العزلة التي نعيشها"، معربة عن أملها بتنظيم المزيد من "الحفلات الموسيقية والغنائية بشكل دائم في غزة، حتى تكون متنفسا لنا ". كما أعرب إبراهيم أحمد (39 عاما) أحد الحاضرين لـ ((شينخوا)) عن أمله أن تهتم السلطات المحلية في غزة بمثل هذه الحفلات التي تعزز الثقافة الموسيقية وتحي جانبا أساسيا من التراث وترفيه الناس. منذ عام 2007، يعاني الفلسطينيون في غزة من تبعات الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم مباشرة بعد سيطرة حماس على القطاع بالقوة بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين يلقي الوضع بظلال قاتمة على الواقع الاقتصادي والمعيشي في غزة. وبحسب تقارير فلسطينية رسمية فإن معدل البطالة في القطاع بلغ نحو 50 %، بينما 83 % من السكان يعيشون تحت خط الفقر نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي. ويقول خبراء وأخصائيون نفسيون في غزة إن سكان القطاع يحتاجون للانضمام إلى المزيد من الأنشطة الفنية والترفيهية التي من شأنها أن تخفف من ضغوطهم النفسية اليومية في ظل هذه الظروف اللاإنسانية.

مشاركة :