بقلم/ إبراهيم العسكري إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مُسمّى بالامس الاربعاء وراينا الثرى على جثمان طاهر لنجم ساطع ورمز نقي ابي من رموز منطقة عسير رجل خدم قبيلته منذ نشاته عرفناه منذ طفولتنا بالاصلاح بين الناس في الأمور القبلية بالغة الاهمية وكذا اصلاح ذات البين والمنازعات بين الافراد والجماعات . بالفعل انه نجم ساطع افل فجأة فاحدث ثلم وفجوة كان يحمل رمز الانتماء والاخاء والمودة وحسن الخلق . عرفناه عَلمُ بارز ناصع منصف من اعلام قبيلتي العريقة. نجمنا الغائب عُين بالتشريف والتكليف نائبآ لقريتي آل شراع بآل عاصمي السراة ربيعه ورفيده ابها لمدة تجاوزت خمسة وستون عامًا خدم فيها وطنه بكل حب وانتماء وخدم قبيلته وجماعته بكل ترحاب وسعة وصفاء فاتح للجميع بيته بسخاء وكرم وتوجيه وعطاء. شخصيًا عرفت ذلك النجم الراحل عن قرب منذ الصغر بحكم مرافقته لوالدي بصفة مستمرة الذي كان ايضآ نائبًا لقريته المجاورة لقرية الراحل الاخير رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته . فقيدنا اشبه بجبل شامخ يتعرض للعواصف من كل صوب فلا يأبه بها بل ياخذ منها العبير ويترك الزبد والغبار يذهب للرحيل . ان وصفته بما اعرف عنه ويعرف غيري بالكرم فيقف الكرم عند مواقف هذا الرجل المعطاء. ان تحدثت عن تسامحه فلم أجد معنآ للتسامح والتواضع مثلما وجده يتحلى به وبخلق رفيع وحسن جوار وطيب نفس ومأثر. رأيته في الاصلاح لأكثر من مجمع قبلي وقروي يوجه ويستمع باصغاء يتلقى النقد فيبتسم ويتجاهل سواقط الكلم ويتجنب الرد الجارح فكانه ينظر للناقد بعين الرضى والعفو والاحسان . مودعنا الراحل كان يتمتع بوافر من الذكاء والحفظ بفراسة ودهاء فهو حقًا من دهاة الرجال. يمتلك مخزون من الشعر الشخصي فهو شاعر اضافة لحفظ كثير من الموروث الثقافي والقصصي لمواقف رجولية وامثال وعبر وتاريخ مديد لرأي سديد . يتمتع بابتسامة دائمة وباناقة وذوق شخصي رفيع . روح الاعتدال والفكاهة والشباب مغروسة في دمه وفي كل تجاعيد الزمن التي حفرتها عبور السنين في كيانه فزادته همة وحب للحياة بصداقة معها ورضى. علم يقينآ أن الدنيا كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تساوي عند الله جناح باعوضه فكانت عند ابو عايض صغيرة الحجم فلم يجعل لها همآ في قلبه ولم يوليها اي اعتبار وعاش لحضاتها بالرضى سعيدآ نقيآ. نراه ينصت للطرف الآخر مهما كان جسورآ في الطرح او عنيفآ او عنيدآ او صغيرآ في السن ويتعامل معه ببساطه وحكمة وموضوعيه.! رافقته قبل تقاعده بضع سنين في عملنا بمديرية البلديات بعسير فنصحني باخلاص وعلمني الكثير من تجاربه المفيدة وقيدني بحرصه وخلقه العظيم. زرته قبل قرابة خمس وعشرون عامآ في المستشفى الألماني بخميس مشيط فكان رغم الالم والاسى مبتسما مؤملا بغد مشرق وقلت في نفسي استودعنا الله فيه فهو في معاناة وربما ايام رحيل فابقاه الله اكثر من ربع قرن عاشها حياة طيبة يترجل فيها سيارته بين تهامه والسراة واقرب وابعد من ذلك في ترحال وترحاب دائمين. رحل نجمنا الساطع الوالد/يحيى احمد يحيى آل شراع العاصمي بصمت الى رب كريم عظيم رحيم فاستودعناه من لا تضيع ودائعه وعزاءنا لانفسنا ولاهله وذويه ونسأل الله ان يجعله من اهل الفردوس الاعلى في جنة الخلد ويجعل البركة دائمة بمن خلف من الابناء البرره .