لندن - ثأرت التونسية أنس جابر المصنفة سادسة من الكازخستانية إيلينا ريباكينا الثالثة وجردتها من لقب بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بالفوز عليها 6-7 (5-7) و6-4 و6-1 الأربعاء في ربع النهائي. وبلغ نصف النهائي أيضاً الإسباني كارلوس ألكاراس المصنف أول عند الرجال حيث سيواجه الروسي دانييل مدفيديف الثالث في مباراة بين لاعبين يصلان الى هذا الدور لأول مرة في البطولة الإنكليزية. وخلافاً لما حصل الموسم الماضي حين خسرت جابر نهائي البطولة الإنكليزية أمام ريباكينا بثلاث مجموعات، انقلبت الأدوار في نصف نهائي هذا العام وكان الانتصار من نصيب التونسية التي تبلغ دور الأربعة للمرة الثالثة في البطولة الكبرى من أجل مواجهة البيلاروسية أرينا سابالينكا المصنفة ثانية والفائزة على الأميركية ماديسون كيز. وقالت جابر إنها "سعيدة جداً بالأداء الذي قدمته. كان هناك الكثير من المشاعر، لاسيما في مواجهة لاعبة تُرسِلُ بشكل جيد جداً... أنا سعيدة لأني قمت بكل شيء، صرخت، غضبت ثم تحليت بالهدوء وركزت. أمل أن أتمكن من التحكم بمشاعري بهذه الطريقة في المباراتين المقبلتين (نصف النهائي وبعدها النهائي في حال وصلت اليه)". وبعد هذا الانتصار الذي تحقق في ساعة و53 دقيقة، ستكون جابر أمام مواجهة صعبة أخرى ضد سابالينكا التي تتفوق على التونسية من حيث المواجهات المباشرة بثلاثة انتصارات مقابل هزيمة واحدة كانت في أول لقاء بينهما عام 2020 في الدور الثالث لبطولة رولان غاروس. سابالينكا في نصف النهائي للمرة الثانية وبدورها، بلغت سابالينكا، بطلة أستراليا المفتوحة، نصف النهائي للمرة الثانية في مسيرتها بفوزها على كيز 6-2 و6-4. وبعد أن غابت عن نسخة العام الماضي بسبب حظر اللاعبين الروس والبيلاروس إثر الحرب على أوكرانيا، عادلت المصنفة ثانية عالميًا أفضل نتيجة لها على العشب اللندني التي حققتها العام قبل الماضي بوصولها الى المربع الذهبي. قالت بعد الفوز "من الرائع العودة الى نصف النهائي هنا وآمل أن أتمكن من تحقيق نتيجة أفضل من المرة الماضية. المباراة كانت صعبة، إنها لاعبة قوية". تابعت مازحة متوجهة الى الجمهور "شكرًا على الاجواء. رغم انكم شجعتموها اكثر، استمتعت باللعب امامكم". وستخوض سابالينكا نصف نهائي بطولة كبرى للمرة السادسة في مسيرتها، علمًا أنها نجحت مرة واحدة في بلوغ النهائي عندما حققت لقب أستراليا المفتوحة مطلع العام. مواجهة مرتقبة بين ألكاراس ومدفيديف  وعند الرجال، واصل ألكاراس مشواره الأفضل في البطولة الإنكليزية بعدما نجح في التأهل الى نصف النهائي بفوزه على الدنماركي هولغر رونه السادس بثلاث مجموعات 7-6 (7-3) و6-4 و6-4 في ساعتين و20 دقيقة في أول لقاء بين لاعبين تحت 21 عاماً في ربع نهائي البطولة الإنكليزية خلال عصر الاحتراف (منذ 1968). وبات ألكاراس بذلك أصغر لاعب يصل نصف نهائي البطولة منذ الصربي نوفاك ديوكوفيتش عام 2007 (20 عاماً أيضاً لكنه كان أصغر من الإسباني بـ17 يوماً). وعلى غرار مدفيديف الذي لم يذهب سابقاً أبعد من الدور الرابع، يعتبر الوصول الى دور الأربعة أفضل نتيجة لألكاراس بعدما انتهى مشواره عند الدورين الثاني والرابع في العاميين الماضيين. وسيخوض الإسباني المتوج بطلاً لفلاشينغ ميدوز العام الماضي خلفاً لمدفيديف الذي غاب عن البطولة لمنع الروس والبيلاروس من المشاركة، غمار نصف النهائي للمرة الثانية توالياً في البطولات الكبرى، على أمل ألا يتكرر مشهد رولان غاروس حين خسر أمام ديوكوفيتش. وفي ثاني مواجهة له مع رونه (20 عاماً) بعد تلك التي جمعتهما الموسم الماضي في ربع نهائي دورة باريس الالف للماسترز حين انسحب الإسباني بسبب الإصابة، لم يجد ألكاراس صعوبة كبرى في حسم لقائه مع الدنماركي باستثناء المجموعة الأولى التي احتاج فيها الى شوط فاصل لكسر التعادل. وقال الإسباني إن "المباراة كانت صعبة جداً، كنت متوتراً جداً في بدايتها، لاسيما أني أخوض ربع النهائي لأول مرة في ويمبلدون كما كنت أواجه رونه". وتابع "من الصعب اللعب ضد رونه لكن عندما ندخل أرضية الملعب نضع صداقتنا جانباً. يجب أن تركز على نفسك وأعتقد أني نجحت جيداً في ذلك". وأقر أنه "استمتعت في المجموعتين الثانية والثالثة. الفوز بالأولى والصراخ +فاموس+ (هيا بالإسبانية) حرراني حقاً من أجل أن أقدم أفضل مستوى لي". وحرم ألكاراس منافسه الدنماركي من بلوغ نصف النهائي في ثاني مشاركة له فقط في البطولة التي ودعها الموسم الماضي من الدور الأول، ومنعه من الوصول الى دور الأربعة لأول مرة في البطولات الكبرى. والآن تنتظره مواجهة حامية مع مدفيديف الذي أقصى الإسباني من الدور الثاني للبطولة الإنكليزية عام 2021 قبل أن يرد ألكاراس اعتباره في نهائي دورة إنديان ويلز الألف نقطة للماسترز هذا العام. وعلق ألكاراس على مواجهة مدفيديف بالقول "العشب يناسب أسلوب لعبه. لكن لا يتسنى لك خوض نصف نهائي ويمبلدون كل عام، وبالتالي سأستمتع (الآن) وسأحضر للمباراة عندما يقترب موعدها" المقرر الجمعة. وخلافاً لألكاراس الذي لم يواجه تهديداً كبيراً من رونه باستثناء المجموعة الأولى، عانى مدفيديف الأمرين لمواصلة مشواره بفوزه بشق النفس على الأميركي المغمور كريستوفر يوبانكس 6-4 و1-6 و4-6 و7-6 (7-4) و6-1. وسيخوض الروسي بالتالي غمار نصف النهائي للمرة السادسة في البطولات الكبرى التي أحرز أحد ألقابها مرة واحدة عام 2021 في فلاشينغ ميدوز الأميركية حيث وصل الى النهائي أيضاً عام 2019 ونصف النهائي بعدها بعام. وبالنسبة ليوبانكس، ابن الـ27 عاماً المصنف 43 عالمياً، فمشاركته الأولى في القرعة الرئيسية لويمبلدون ستبقى تاريخية، لأنه لم يسبق له الذهاب أبعد من الدور الثاني في أي من مشاركاته الثماني السابقة في البطولات الكبرى.