من رحم التحدي يولد النجاح

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يمر بعضنا في حياته بمرحلة من الضعف والكسل، أو ربما ظروف الحياة التي قد تحول بينه وبين تحقيق أحلامه، فمناّ من يستسلم لهذه المرحلة وتتبخر أحلامه، ومنّا من يجعل منها محطة انطلاق حقيقة نحو نجاح مبهر. وقصص النجاحات كثيرة، ولكن سأحكي عن قصة جديرة بالتأمل. قصة شاب سعودي في مقتبل عمره يدعى محمد الشريف من مدينة أبها، كان متفوقا دراسيا، مجتهدا لتحقيق حلمه للالتحاق بكلية طب الأسنان، ولكن كانت رغبة أهله أن يكون ضابطا. أكمل دراسته الثانوية بنسبة عالية تؤهله للانضمام إلى كلية الدفاع الجوي، وبالفعل درس وأكمل دراسته، وعاد لأهله وهو يحمل رتبة ملازم ليرسم الابتسامة في وجوه أهله تلبية لرغبتهم، ثم بدأ بالبحث عن شريكة حياته، وكانت لديه رغبة أن يمتلك سيارته المفضلة كبقية الشباب، ولكن المفاجأة عندما ذهب في رحلة مع أصدقائه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة لتصطدم سيارتهم بسيارة كبيرة في الجهة التي كان يركب فيها محمد، فتسبب له كسورا في الوجه والساق والظهر، أصيب على إثر هذا الحادث بشلل، انقلبت حياته رأسا على عقب، وأصابه الإحباط عندما قال له الطبيب: ستكمل حياتك على "الكرسي المتحرك". فلم يستطع أن يتكلم لمدة سنة كاملة من هول الفاجعة، وبعد انقضاء السنة حضر إليه شخص يمسك بعكازه وقال له توقف، أنا أصبت بشلل وأنا اليوم أمشي، فتعجب محمد منه، وبدأ التحدي مع ذاته ومارس تمارينه وعلاجه الطبيعي بشكل مستمر، ووضع الهدف أمامه بأن يعود إلى حياته الطبيعية، وهو اليوم يستطيع المشي على عكاز، ولم يتوقف هدفه للنهوض بنفسه إنما يعمل الآن معالجا بالترفيه، ومدربا على مهارة الكرسي المتحرك بمدينة الأمير سلطان الإنسانية في الرياض، ويقدم دورات في التحفيز وهو أحد المرشحين لجائزة الإصرار. الهدف من هذه القصة، أن نتحدى الظروف، ونحاول النهوض من عثرات الحياة، ولا نسمح للإحباط أن يتمكن منا، أو يحول بيننا وبين أحلامنا.

مشاركة :