تقرير إخباري: دول جوار السودان تدعو للوقف الفوري لإطلاق النار وتشكل آلية وزارية لحل الأزمة

  • 7/13/2023
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

دعا قادة دول جوار السودان خلال قمة عقدوها اليوم (الخميس) في القاهرة، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، واتفقوا على تشكيل آلية على مستوى وزراء الخارجية لوضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية. وشارك في القمة رؤساء دول وحكومات سبع دول إفريقية هي مصر وإريتريا وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وإثيوبيا وتشاد، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. ووفقا للبيان الختامي الذي تلاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقد أعرب المشاركون في القمة عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، وناشدوا الأطراف المتحاربة وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار. وأكد القادة أهمية الحل السياسي لوقف الصراع وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار. واتفقوا على تشكيل آلية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار يكون اجتماعها الأول في تشاد، على أن تقوم الآلية بوضع خطة عمل تنفيذية تتضمن حلولا عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال في السودان والتوصل لحل شامل للأزمة السودانية. وكلف القادة الآلية ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل واستقرار السودان ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، على أن تعرض الآلية نتائج اجتماعاتها على القمة القادمة لدول جوار السودان. وأكدوا الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتعامل مع النزاع باعتباره شأنا داخليا، وشددوا على أهمية عدم تدخل أية أطراف خارجية في الأزمة. كما أكدوا أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها ومنع تفككها وتشرذمها. وعبر القادة عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وأدانوا الاعتداءات على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، وناشدوا أطراف المجتمع الدولي توفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء. واتفقوا على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، ودعوا مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية لموظفي الإغاثة الدولية. وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة، أكد الرئيس السيسي أن القمة تعقد في لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الذي يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ودول جوار السودان بشكل خاص. وطرح السيسي تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن، حيث طالب الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والبدء دون إبطاء في مفاوضات جادة تهدف للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار. بينما اعتبر رئيس إريتريا أسياس أفورقي أن القمة فرصة سانحة لدعم السودان وإيجاد حل للأزمة، مؤكدا أن هناك حاجة ملحة لمنع التدخلات الخارجية تحت أي مسمى وكذلك التدخلات العسكرية التي تهدف لتأجيج الحرب في السودان. وشدد على أنه لا حاجة ولا مبرر للحرب في السودان. من جهته قال رئيس تشاد الانتقالي محمد ديبي إن المواجهات في السودان مصدر قلق بالغ لكافة دول الجوار، مشيرا إلى أن بلاده تعاني من تدهور الموقف في السودان. وأوضح أن تشاد استقبلت خلال الأيام الماضية أكثر من 150 ألف سوداني فروا من النزاع، فضلا عن 600 ألف سوداني كانوا متواجدين قبل الحرب مما يثقل كاهل تشاد بشكل كبير ويضر بمواردها. وأكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وناشد المجتمع الدولي ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان. كذلك دعا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى وقف إطلاق نار مستدام وجميع أشكال العداء في السودان، وإيصال المساعدات الإنسانية ووضع إطار عمل لبحث تسوية سلمية للأزمة السودانية. وأكد أن دول جوار السودان واجهت تدفقا عظيما من اللاجئين يضغط على مواردها الاقتصادية والاجتماعية، ودعا المجتمع الدولي للاستجابة لهذه الأزمة عن طريق إتاحة الموارد لمعالجة الأزمة الإنسانية. من جانبه قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن السودان ينزف ودول الجوار سوف تعاني إذا استمرت أطراف النزاع في التمسك بمواقفها وعدم التجاوب مع الجهود التي تبذل لحل الأزمة. ودعا آبي أحمد إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري ومستدام، مؤكدا ضرورة وجود حوار يساهم في استقرار السودان والتحضير لعملية انتقالية للوصول إلى السلام في السودان. فيما أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ضرورة اتخاذ موقف موحد تجاه استمرار الصراع المسلح في السودان وما نتج عنه من آثار أمنية واقتصادية بالغة تجاوزت حدود السودان إلى دول الجوار. وشدد على ضرورة حشد الجهود من أجل احتواء الآثار الإنسانية المترتبة على الحرب في السودان بما لا يؤثر سلبا على استقرار دول جوار السودان خاصة الدول التي تعاني ظروفا أمنية وسياسة خاصة مثل ليبيا. من جهته قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه إن الأزمة السودانية تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي طالب بوقف إطلاق النار بشكل سريع والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل سلمي للأزمة. وتابع فقيه أنه يجب أن نتوجه بكل جدية إلى الجذور الأساسية للأزمة السودانية من أجل الوصول إلى حلول لها، مؤكدا أن الدور الذي تلعبه دول جوار السودان مهم جدا. وطالب بضرورة تنسيق الجهود مع المؤسسات الإقليمية ودول جوار السودان لمساندة السودان والحفاظ عليه من الضياع. أما الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فقد أكد ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها ومساعدتها قدر الإمكان على الاستمرار في أداء مهامها بشكل طبيعي. وعبر أبو الغيط عن معارضة الجامعة لأي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوداني، وأبدى التضامن الكامل مع السودان في صون سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه. وطالب بتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة للوضع في السودان وتكثيف الجهود العربية والإقليمية والدولية للحيلولة دون تدهور الأمن الغذائي المتردي أصلا في السودان وآثاره السلبية على عدد من دول جواره. وشدد على التزام الجامعة بالاستمرار في بذل كافة الجهود التي من شأنها تعزيز الجهود العربية والإفريقية لحل الأزمة حقنا لدماء السودانيين وإنقاذا لمستقبل السودان. ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. وأدت الاشتباكات إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد على ستة آلاف آخرين، وفق إحصاءات وزارة الصحة السودانية.

مشاركة :