مع حلول فصل الصيف والإجازات، تتوجه الأسر بصحبة أطفالها لقضاء عطلة صيفية على الشواطئ في الهواء الطلق، وممارسة العديد من النشاطات الترفيهية. إلا أن حرارة الطقس المرتفعة في هذه الفترة قد تسبب لأطفالهم آثاراً وحروقاً هم بغنى عنها. لذلك حدثتنا الدكتورة مريم الشامسي، استشارية الأمراض الجلدية في مستشفى "هيلث بوينت" في أبوظبي، في لقاء حول أبرز المشاكل الجلدية التي تصيب الأطفال، وتناولت بالتفصيل سبل التعرف على الأمراض الجلدية لدى الأطفال والعوامل التي تساهم فيها وطرق الوقاية وأهم الخيارات العلاجية، واستعرضت عدداً من الإرشادات المهمة لقضاء عطلة صيفية ممتعة مع الحفاظ على صحة البشرة. 1. ما هي الأمراض الجلدية الأكثر شيوعاً التي يعاني منها الأطفال خلال فصل الصيف؟ تسبب حرارة الشمس خلال فصل الصيف الحروق وجفاف الجلد، لا سيما أن الأطفال يفقدون السوائل مع التعرّق، وهو أمر يهيّج البشرة ويجعلها بيئة خصبة لتكاثر الفيروسات والبكتيريا التي تسبب الالتهابات، والحكة، والتهيج. ومن الممكن أن تتفاقم الحالة وصولاً للأكزيما. وتكون عادة الأماكن المغلقة من البشرة أكثر عرضةً للجفاف مثل منطقة تحت الإبطين وبين الفخذين، وأماكن الحفاضات. وفي بعض الأوقات، قد يظهر لدى الأطفال طفح جلدي مع احمرار في الصدر أو الظهر أو على الرأس. 2. كيف يمكن الوالدين التفريق بين الطفح الجلدي والحالات الأكثر خطورةً لدى أطفالهم؟ يظهر الطفح الجلدي عادة في الأماكن المغلقة أو في الأماكن التي تتعرض لأشعة الشمس الشديدة، ويكون على شكل حبوب صغيرة على البشرة. بينما الأمراض الجلدية الأخرى مثل الأكزيما تظهر أكثر في اليدين والمفاصل. لذلك ننصح باستشارة الطبيب عند الشك بأي مرض مزمن. 3. هل هناك عوامل معينة تساهم في زيادة الأمراض الجلدية خلال أشهر الصيف؟ بالطبع، تساهم قلة شرب المياه وكثرة الاستحمام واستخدام مياه ساخنة أكثر من الحد الطبيعي أثناء الاستحمام، وعدم استخدام كريمات الترطيب بعد السباحة في زيادة نسب الاصابة بالأمراض الجلدية. وهنالك بعض أنواع الشامبو التي تسبب تهيج البشرة، خصوصاً تلك التي لا تحتوي على مواد مرطّبة. وتسبب أقمشة الملابس الصناعية أيضاً تهيجاً في البشرة والأمراض الجلدية، لذلك ننصح الأمهات باختيار الملابس القطنية الفاتحة لتجنب أي حساسية جلدية، وهنالك أيضاً ملابس مخصّصة للوقاية من أشعة الشمس يمكن الأطفال استخدامها، خاصة المصابين بأمراض جلدية. وهناك العديد من الفيروسات والفطريات الجلدية التي تنتقل بين الأطفال وتسبب انتشار العدوى بينهم من خلال التلامس، لذلك يتعين توعية الأطفال قدر الإمكان حول سبل تجنب مثل هذه العدوى عبر تعويدهم على غسل أيديهم باستمرار وتجنّب ملامسة الآخرين قدر الإمكان. 4. ما هي أفضل الطرق للوقاية من الأمراض الجلدية عند الأطفال خلال فصل الصيف؟ ارتداء الملابس المناسبة ذات الأقمشة الخفيفة والطويلة، واعتمار القبّعة لتغطية الرأس، واستخدام واقيات الشمس المناسبة لعمر الأطفال والمتوافرة من عمر 6 أشهر، وغسول الجسم المناسب. وننصح المصابين بالأكزيما بتقليل مدة الاستحمام قدر الإمكان لتجنب تفاقم المرض. 5. ما هي أهم خيارات العلاج الفعالة للأمراض الجلدية الشائعة لدى الأطفال مثل الطفح الحراري أو طفح الحفاضات، والعلاجات المنزلية المتاحة؟ يمكن استخدام الزيوت الطبيعية في المنزل مثل زيت جوز الهند. وعادة ما تعتمد العلاجات الطبية على حالة الطفل وتشخيصه السريري، حيث يمكن استخدام المضاد الحيوي أو مضادات الفطريات وغيرها من الأدوية. 6. هل يمكنك تقديم بعض الإرشادات حول الحماية من أشعة الشمس للأطفال، بما في ذلك العمر المناسب لاستخدام واقي الشمس وطرق أخرى للوقاية من أشعة الشمس؟ تتوافر الكريمات الواقية من الشمس لمختلف أعمار الأطفال بدءاً من سنّ 6 أشهر. ويجب على الأطفال ارتداء الملابس القطنية الفاتحة والطويلة لتجنب تعرض أجزاء كبيرة من الجسم لأشعة الشمس المباشرة، إلى جانب قبّعة الرأس، وتجنّب الخروج في فترة ذروة أشعة الشمس من الساعة 10 صباحاً لغاية 4 عصراً. وننصحهم أيضاً باستخدام مرطّبات البشرة وشرب كميات كافية من المياه.
مشاركة :