عشاق السينما في غزة يشاهدون أول عروض في القطاع منذ 20 عاما

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يستمتع الفلسطينيون من عشاق السينما في قطاع غزة هذه الأيام بمشاهدة أول عروض سينمائية فيه منذ تسببت التوترات السياسية في حرق دور العرض السينمائي فيه قبل نحو 20 عاما. ولا تزال ملصقات باهتة لأفلام سينمائية بعضها باللغة العبرية -تعود لفترة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع- معلقة على جدران عليها آثار حروق في مقر سينما كانت أكبر دور العرض السينمائي في القطاع. وزجاج دار السينما تلك محطم منذ زمن كما أن جدرانها مغطاة بكتابات إما تُمجد الكفاح ضد إسرائيل أو تعلن عن مشاريع محلية في قطاع غزة. ولم يُسمح بعرض أفلام هوليوود بعد في قطاع غزة الذي تهيمن عليه حركة حماس التي تنقب عن كل ما تعتبره غير محتشم وتمنعه. وعلى الرغم من ذلك فقد عادت آلات العرض للعمل مجددا في دار سينما أُعيد تجديدها لكن الأفلام التي تُعرض حاليا لا تزال قاصرة على تلك التي تدور حول الكفاح الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة. واحتشد نحو 150 شخصا في قاعة جمعية الهلال الأحمر -التي عادة ما تشهد احتفالات تقليدية- لمشاهدة فيلم (معطف كبير الحجم). ودفع كل منهم مبلغ 10 شيقلات (نحو 2.50 دولار) قيمة التذكرة. الفيلم الذي قُدم برعاية شركة عين ميديا من إنتاج عام 2013 للمخرج الأردني نورس أبو صالح ويدور حول حياة الفلسطينيين بين 1987 و 2011 التي شهدت إخفاقا لجهود تحقيق السلام وانتفاضتين ضد إسرائيل. وتحدثت فتاة فلسطينية من غزة عن شعورها وإحساسها بمشاهدة فيلم في دار سينما لأول مرة في حياتها. وقالت صافي بلبل "وجود سينما في غزة شي جديد بالنسبة لنا. لأنه إحنا ما وعيناش (لم نع) على وجود السينمات في الأيام اللي فاتت وهدا شي جديد يعني بالنسبة لشعب غزة لأنه إحنا يعني كل كلامنا وكل حياتنا مرتبطة بشي واحد اللي هو دمار وحرب." وكانت السينما منتعشة للغاية في قطاع غزة إبان خضوعه للإدارة المصرية في حقبة خمسينيات القرن الماضي حيث كان للسينما جمهور عريض يتردد كثيرا على دور العرض لمشاهدة أفلام عربية وغربية وآسيوية. وأُحرقت دور العرض السينمائي تلك في عام 1987 عندما تفجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل ثم جرى تجديدها قبل إحراقها ثانية في أعمال عنف عام 1996. واختلفت الصورة تماما وبشكل مأساوي عند بث الفيلم في قاعة جمعية الهلال الأحمر. فبينما امتلأت القاعة بعائلات انقطعت الكهرباء فاستخدم بعض أفراد الجمهور هواتفهم المحمولة لتصوير أفلام بكاميراتها عن وضعهم أثناء حضور الفيلم. وقال كاتب مسرحي من غزة سبق له أن شاهد فيما مضى أفلاما في دور العرض السينمائي القديمة ويدعى باسل عطاونة "الأجواء السينمائية لا تعوضها كل وسائل الانترنت وغير الانترنت كمان. يعني الواقعية في السينما لها لذتها ولها مذاقها الجميل وحميميتها." وأوضح موظف في شركة عين ميديا يدعى حسام سالم أن مبادرة إعادة الروح للسينمات في غزة بدأت قبل شهرين حين حضر نحو 250 شخصا لقاعة جمعية الهلال الأحمر لمشاهدة عرض أول فيلم في القطاع منذ عقدين. وقال "تم عرض أول فيلم قبل حوالي شهرين. عرضنا فيلم بيعالج اللي هي القضية الفلسطينية. فيلم دراما سينمائي مصور خارج فلسطين. لاقينا إقبال ولاقينا سؤال للجمهور الحاضر. كان العدد أكبر من عدد الكراسي اللي في القاعة المسموح فيها." وكانت الشركة تعتزم في البداية عرض فيلم جديد كل يوم سبت لكنها اضافت عرضا ثانيا في الأسبوع بناء على طلب الجمهور على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار حسام سالم إلى أنه لابد من الحصول على تصريح بعرض الفيلم من وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في غزة قبل السماح بعرض الفيلم.

مشاركة :