القوة القاهرة تثير الرعب في ليبيا

  • 7/15/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش الليبيون حالة من الرعب بعد تحذيرات وزارة النفط الليبية من أن إغلاق الحقول النفطية في البلاد قد يقود إلى إعلان حالة القوة القاهرة، في أعقاب إغلاق حقول، احتجاجا على خطف مسؤول سابق. وأصدرت الوزارة بيانا أعربت فيه عن قلقها الشديد إزاء إغلاق بعض الحقوق النفطية، وأشارت إلى أنه في ظل حالات مماثلة في السابق فإن عواقب وتبعات تلك الإغلاقات كانت جسيمة على ليبيا، وأنها قد تقود إلى فقدان الثقة في ديمومة تزويد السوق العالمية بالنفط الليبي، ينتج عنه أن يبقى النفط الليبي دون تسويق أو يقل الطلب عليه. وأوضحت أن إغلاق الحقول قد يتسبب في فقدان المستوردين للنفط الليبي إلى غير رجعة، بجانب احتمالية العودة لإعلان القوة القاهرة وغير ذلك من إجراءات محتملة، مما يجعل الشركاء مضطرين للبحث عن بديل آخر غير ليبيا، وجمعت ليبيا إيرادات من المبيعات النفطية خلال مايو الماضي بأكثر من 1.57 مليار دولار أمريكي، بحسب بيان للمؤسسة الوطنية للنفط. اختطاف وزير ونقلت وكالة رويترز، عن زعيم قبلي ومهندس نفط في ليبيا، توقف الإنتاج في حقل الفيل النفطي احتجاجا على خطف وزير المالية في الحكومة السابقة فرج بومطاري. وأوضح مهندس النفط أن عددا من المحتجين دخلوا الحقل وأجبروا الموظفين على المغادرة، وتم إيقاف العمل، فيما نقلت الوكالة أيضا عن زعيم قبيلة الزوي السنوسي الحليق قوله إن إغلاق حقل الفيل يهدف إلى الضغط على السلطات في طرابلس للإفراج عن بومطاري بعد «اختطافه بعد وصوله إلى مطار معيتيقة. وقال الحليق «الأمر سيكون أكبر والاستعدادات جارية أيضا لمنع إمدادات المياه عن طرابلس»، وذكرت القبيلة في بيان مكتوب أن بومطاري مرشح لمنصب محافظ البنك المركزي، مشيرة إلى أن ذلك يجعله عرضة للخطر والاختطاف. انزعاج شديد وأصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بيانا حول تطورات الأوضاع، معربة عن الانزعاج الشديد جراء استمرار عمليات الخطف والاختفاء القسري في البلاد، بجانب قلقها البالغ إزاء إغلاق بعض الحقول النفطية بعد واقعة الاختطاف، وقالت في بيانها «يجب إنهاء الإغلاق على الفور، والكف عن استخدام النفط الليبي والموارد الطبيعية الأخرى كأداة للمساومة في أي شكل من أشكال الصراع الداخلي». ودعت البعثة جميع القادة السياسيين والأمنيين والاجتماعيين إلى الامتناع عن أي شكل من أشكال التصعيد، بما في ذلك استخدام خطابات التحريض، مضيفة «على الجميع التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب أي إجراءات أحادية الجانب، فليبيا لا تتحمل المزيد من الانقسام أو التدهور في الأوضاع». القوة القاهرة ويعني إعلان القوة القاهرة تعليقا موقتا للعمل، بموجبه تكون هناك حماية يوفرها القانون للمؤسسة الحكومية في مواجهة المسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية الأجنبية، بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد، ويتم تعريفها عادة بأنها أحداث أو أفعال أو ظروف خارجة عن سيطرة الأطراف، مثل الكوارث الطبيعية واندلاع أعمال عدائية. وبشكل أوضح فإن أحد أطراف اتفاق ما وعند وقوع أحداث خارجة عن السيطرة، يكون معفيا أو يحق له تعليق القيام بجزء أو كل التزاماته، ولن يكون مسؤولا بشكل قانوني بسبب هذا الفشل في الوفاء بالالتزامات. وتتكرر عمليات إغلاق الحقوق والموانئ النفطية في ليبيا بشكل كبير على مدار العقد الماضي، لأسباب مختلفة سواء احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية وربما خلافات سياسية. تحذيرات الوزير وأكد زعيم قبلي ومهندس نفط في ليبيا أن الإنتاج في حقل الفيل النفطي توقف، وبحسب بيان للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، فإن إنتاج النفط الخام في البلاد بلغ مليونا و207 آلاف برميل يوما. وحذر وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا محمد عون، في أوقات سابقة، من أن إيقاف إنتاج النفط في البلاد يتسبب في خسائر بقيمة 60 مليون دولار يوميا. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في أبريل من العام الماضي «القوة القاهرة» في عدد من الموانئ والحقول، وحينها صرح عون لوكالة فرانس برس بأن الإنتاج انخفض بنحو 600 ألف برميل يوميا، وبذلك باتت خسائر البلاد لا تقل عن 60 مليون دولار في اليوم الواحد. وتمتلك ليبيا مجموعة من الحقول والموانئ النفطية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة وبسبب القتال والتوترات السياسية، إغلاقات على فترات مختلفة. أهم حقول النفط في ليبيا حقل الشرارة جنوب غرب البلاد وهو الأكبر في ليبيا، وينتج 240 ألف برميل يوميا، وهو نحو 25% من إجمالي الإنتاج في البلاد. حقل الفيل ينتج 80 ألف برميل يوميا، وبدأ الإنتاج منه في 2004 بعد فترة من اكتشافه عام 1991. حقل زلطنيقع في خليج سرت، وينتج نحو 40 ألف برميل يوميا. أهم موانئ ليبيا السدرة يقع على بعد 190 كلم شرق مدينة سرت شمال البلاد، ويتسلم الميناء 280 ألف برميل نفط يوميا، ويصدر 8 ملايين برميل شهريا. البريقة أول ميناء نفطي في ليبيا، حيث تم تصدير أول شحنة نفط منه في أكتوبر 1961، ويقع على بعد 80 كلم غرب مدينة بنغازي، ويتسلم 80 ألف برميل يوميا ويصدر من خلاله 1.8 مليون برميل شهريا. الزويتينة يقع على بعد 180 كلم جنوب غرب بنغازي، وتم تصدير أول شحنة نفط منه في فبراير 1968، ويتسلم يوميا 70 ألف برميل نفط، ويصدر من خلال ما بين 2.6 و3.2 ملايين برميل شهريا.

مشاركة :