أكد المحلل السياسي مصطفى السعيد أن تصعيد الناتو العسكري ضد روسيا وزيادة دعمه لأوكرانيا يؤكد أن الهجوم الأوكراني المضاد، الذي كان الغرب يعول عليه لفتح باب للتفاوض، "مني بفشل ذريع". وأشار الباحث السياسي السعيد في تصريح لـRT، إلى أن هذا التصعيد ظهر جليا في اجتماع قادة حلف الناتو الاستثنائي في ليتوانيا، عندما اختاروا التصعيد، وزيادة الدعم لكييف، وتلبية ما تحتاجه من أسلحة وتدريب ودعم لوجيستي، فضلا عن استباق ذلك بقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحرمة، معتبرا إياها "سلاحا ضروريا لاستعادة أوكرانيا لأراضيها". ماكرون يحنث بوعوده ولفت السعيد إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن بدوره عن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، متخطيا وعدا قطعه رؤساء دول حلف الناتو بمنع الأسلحة التي يمكن أن تهدّد الداخل الروسي وتوالى الدعم من مختلف بلدان الحلف، ولكنه توقف عند طلب أوكرانيا وضع برنامج زمني لضم أوكرانيا إلى عضوية الحلف. وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة وألمانيا قرارا خطيرا، يُمكن أن يورّط حلف الناتو في حرب مباشرة مع روسيا. وبالتالي لم يكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي حضر قمة حلف الناتو راضيا تماما، فهو يطلب دائما الأكثر، ولا يرى أنه يمثل دولة تتلقى المساعدات، بل يعتقد أنه حامي أوروبا وحلفائها من "الخطر الروسي". فشل واضح لهجوم أوكرانيا المضاد والسبب الثاني، بحسب السعيد، يعود إلى التقارير التي تتحدث عن الفشل الواضح للهجوم الأوكراني المضاد، والذي كان يتوعد به روسيا طويلا، ويصفه بأنه سيلحق الهزيمة بها، وأن قواته ستصل إلى بحر آزوف، ولكنها لم تنجح في اختراق خط الدفاع الأول طوال شهر من القتال الضاري. وأكد الباحث السعيد أن روسيا توعّدت بردود قاسية في حال أقدمت أوكرانيا على استخدام القنابل العنقودية، أو وجهت ضربات إلى العمق الروسي، أو استهدفت محطة زابوروجيه النووية، وقالت "إن أي تصعيد من جانب حلف الناتو سيقابله تصعيد من جانب روسيا". ذرائع زيلينسكي في فشل الهجوم وأوضح مجددا أن دول حلف الناتو كانت تعوّل على أي نجاح ولو جزئي للهجوم الأوكراني المضاد كي يفتح الباب أمام مفاوضات لا تفرض فيها روسيا شروطها، ولكن أوكرانيا قالت إن السبب في عدم تحقيق الهجوم المضاد أهدافا تذكر يرجع إلى تأخر وصول بعض أنواع الأسلحة، وعدم كفاية الذخيرة. وأردف السعيد: "لكن كييف لم تفسّر سبب إقدامها على شن الهجوم المضاد بدون الاستعدادات الكافية، وهو ما كلفها الكثير من الخسائر، وقال عنها المستشار السابق للبنتاغون، دوغلاس ماكغريغور، إنّها ضخمة للغاية، وجعلت الجيش الأوكراني في حالة سيئة تقترب من الانهيار، ونصح بالدخول في مفاوضات بدلا من التصعيد الذي سيزيد الأمر سوءا على الرئيس الأوكراني". واختتم السعيد لـRT: "لكن من الصعب على دول حلف الناتو أن تتقبل هذه النهاية، وتأمل في أن تؤدي المساعدات الإضافية لتعديل في موازين القوى، وتغيير مسار الحرب". المصدر: RT القاهرة – ناصر حاتم تابعوا RT على
مشاركة :