يهرع مزارعو محافظة القطيف بين شهري مايو ويوليو في الصيف من كل عام، لجني ثمار الليمون القطيفي المعروف تحت عدة مسميات منها " البنزهيري "، والليمون " الحساوي" والذي تشتهر بزراعته أغلب المزارع في محافظة القطيف. ويُعد الليمون القطيفي من أهم المحاصيل الزراعية الموسمية التي يتم جني ثمارها مرتين في العام خلال فصل الصيف والشتاء، حيث تنتج مزارع المحافظة محاصيل كبيرة من ثمار الليمون التي تغذي أسواق الخضار والفواكه والنفع العام في مدن وقرى القطيف، والتصدير إلى أسواق المنطقة، حيث تتراوح أسعار صندوق الليمون القطيفي ما بين ١٥ ريالا و ٢٥ ريالا للصندوق الصغير وذلك نظرًا إلى حجم الليمون ونظافته. وأوضح المزارع محمد الثواب أن المزارعين والأهالي في المحافظة يقومون خلال موسم جني الليمون باقتناء الليمون حيث يعملون على عصر كميات كبيرة منه وتخزينه واستخدامه طيلة العام في الأكل والشرب والموائد الغذائية وذلك لما له من فوائد صحية كبيرة، مضيفًا أن التربة الزراعية في محافظة القطيف تمتاز بخصوبتها ووفرة مياهها العذبة، مضيفًا أن أشجار الليمون تحتاج إلى عناية كبيرة وأعداد التربة وتهيئتها بالأسمدة للمحافظة على جودتها وقوتها. وأفاد أن الليمون القطيفي يعد من المحاصيل الموسمية التي تجنى في فصل الصيف وذلك بالتزامن مع جني محصود الرطب والتين، مشيرًا إلى أنه يتم تصنيع منتجات تقليدية من الليمون القطيفي، والتي منها " الجميد " وهو عبارة عن عصر الليمون الأخضر وتصفيته وتغطيته بقطعة قماش حتى يتبخر الماء منه، ومن ثم يوضع الحمض المجمد منه في حافظات متنوعة للاستخدام لاحقًا كعصير أو الاستخدامات الغذائية الأخرى. وأشار الثواب إلى أن بعض الأهالي في المنطقة يقومون بعملية "تعتيق" الليمون المشمس وإضافة الملح عليه ومن ثم وضعه في حافظة زجاجية مغلقة الإحكام لمدة لا تقل عن شهر في الشمس ومن ثم استخدامه في الأكلات الشعبية والشوربات والسلطات، كما تقوم بعض الأسر بعصر الليمون وإضافة السكر عليه، ووضعه في أكياس وتجميده واستخدامه لاحقًا عصيرًا باردًا، في حين تعمد بعض الأسر إلى وضع الليمون في أفران حرارية حتى يصل لونه إلى الأسود ومن ثم يتم غليه وشربه كنوع من ليمون الشاي والذي يعد غنيًا بفيتامين سي. ولفت الانتباه إلى أن الليمون القطيفي يمتاز بطعم ورائحة عطرية نفاذة وقشر رقيق وغزارة عصيره ويحافظ على مكوناته الطبيعية ورائحته لمدة أيام من قطفه، منوهًا أن لون الليمون الأخضر لا يتغير حتى بعد تخزينه لعدة أشهر. من جانبه أكد بائع الخضار والفواكه سعيد بن نصر أن موسم قطف الليمون القطيفي يغذي مختلف أسواق الخضار والفواكه في المنطقة ويشهد إقبال الأهالي والمقيمين لاقتنائه، حيث يقوم البعض بعصره وتخزينه واستخدامه في إعداد الوجبات الغذائية. وأضاف أن أسعار الليمون البلدي تختلف بحسب نوع الثمرة وحجمها والمزرعة المصدر منها فبعض المزارع تمتاز تربتها بوفرة المياه العذبة والتي لا توجد في بعض المزارع الأخرى بالمنطقة.
مشاركة :