قال الحرفي منصور المدن، إن مهنة سف الخوص بدأ تقل في المجتمع، بعد التقدم التكنولوجي، الذي طال معظم المجالات، موضحًا أن الحرفة أصبحت من التراث القديم، لكن بعض الأشخاص مازالوا متمسكين بإحيائها، وأن تكون منتجاتهم في كل بيوت محافظة القطيف، والمملكة بشكل عام. وأكد أهمية وجود حرفي «ساف» في كل بيت، ينفذ الأعمال الحرفية، دون الحاجة إلى اللجوء للحرفيين، وأنه لأجل ذلك يعمل على تدريب الشباب على المهنة. مشيرا إلى أن حرفة صناعة الخوص تعتمد في الأساس على سعف النخيل، حيث تصنع من الخوص العديد من الأدوات المنزلية في السابق. مهنة متوارثة أوضح أنه ورث المهنة منذ أكثر من 45 عامًا، عن أجداده ووالدته، وأنه في الماضي لم يكن أحدًا يشتري المنتجات المنزلية، بل كان الجميع يصنعها من الخوص، مثل السفرة والحصيرة والمهفة والمروحة، وغيرها من المنتجات. وبيّن أن الخوص يحتاج إلى التجهيز والمعالجة، ثم التجفيف تحت أشعة الشمس، وأن هناك 3 أنواع، منها اليوسفي، الأكثر انتشارًا، والعدني، والبارية، وأن اختيار النوع يعتمد على المشروع نفسه. أنواع مختلفة ذكر أنه بعد مرحلة المعالجة، يتم تقسيم الخوص إلى 3 أنواع، هي خوص القلب، الذي يُستخدم للأشياء الثمينة والجميلة، مثل المهفة، والسفرة، والخافية، وخوص الخافية، إضافةً إلى خوص الخضراء العادية، المستخدم في عمل السمة وعمل الخصفة حق القلة حقة التمر بالإضافة إلى الحصير الخسافي. فيما يتعلق بالتدريب النظري على المهنة، أوضح أن "الخوص" عالم كامل مليء بالمعلومات، أما التدريب العملي فيحتاج لأن يجلس المدرب بشكل صحيح، خاصةً أن الجلوس يكون لفترة طويلة، ويجب أن يكون الظهر في وضع الراحة. ولفت إلى أن المنازل في محافظتي القطيف والأحساء، تعتمد على الخوص في صناعة العديد من الأشياء المنزلية، لافتًا إلى أن غالبية ربات المنازل في السابق كن يتقن صناعة الخوص، حيث يتم صناعة الحصير والسفر والقبعة، وغيرها من المستلزمات المنزلية. خطوات التدريب دعا "المدن" أبناء الجيل الجديد لتعلم هذه الحرفة، والتعرف على أسرارها للوقوف على العديد من الأمور التي كادت تندثر جراء التطور الحاصل، ووفاة العديد من أصحاب حرفة صناعة الخوص. وشرح خطوات التدريب، التي تبدأ بتعلم ليّ الخوص، ثم السف العدني، والسفة الطويلة، مؤكدًا أهمية التدريب العملي؛ لتفادي الأخطاء، وأن الفترات السابقة شهدت تعلم عدد من الشباب للمهنة. مهرجانات المهنة نوه إلى أن المهرجانات لم تف حق المهنة بعد، وأن كلها تُقام في فترات بسيطة، مطالبًا بفعاليات أكثر من المهرجان، وهو إدراج حرفة السف، وغيرها من الحرف في التعليم المهني؛ للحفاظ عليها من الاندثار. وتابع: هيئة التراث اعلنت في وقت سابق بتهيئة مركز للحرفين في القطيف، لكن لم تم تفعيله للان، مشيرا إلى إن هذه البيوت ستكون في حال تفعيلها النواة في بث وانتشار الحرف التي تقاوم الاندثار. تطوير المهنة أشار إلى ضرورة تطوير المهنة؛ لتبق على قيد الحياة، وألا تندثر، من خلال تدريب الشباب عليها، مؤكدًا أهمية تقنين الاستيراد، وأن تكون الأولوية للمنتجات الداخلية. وبين أن منافسة المنتجات البلاستيكية تسببت في انحسار منتجات الخوص في المنازل خلال السنوات الماضية، مرجعا ذلك للمنافسة غير العادلة في القيمة السوقية، فأسعار المنتجات البلاستيكية منخفضة بالقياس إلى منتجات الخوص. وحذر من تنامي استخدام المنتجات البلاستيكية، نظرا لتأثيره على الصحة وآثارها على البيئة، بخلاف منتجات الخوص التي تمتاز بكونها صديقة للبيئة، مشيرًا إلى معاناة العديد من أصحاب حرفة الخوص من قلة الإقبال على المنتجات.
مشاركة :