تعدّدت الدروب التي سلكتها كارن شكرجيان قبل دخول عالم التصميم، ثم افتتاح «الاستديو» الخاص بها في بيروت عام 2000، في وقت كان الوعي بهذا العالم ضعيفاً في لبنان، كما في المنطقة العربية. وحاولت مذّاك وضع الأسس الأولية للتصميم، بالتعاون مع الحرفيين. لغة شكرجيان التصميمية خاصة تتطلب فهم الرسائل غير المباشرة، كما الربط بالثقافة المحلية وباليوميات. في الحوار الآتي، تتحدّث المصممة والفنانة اللبنانية لـ «سيدتي» عن علاقتها بالحرفيين واستلهاماتها ومجموعتها الأخيرة من الطاولات باسم «طوطم». عندما شرعت في العمل في مجال التصميم ببيروت عام 2000، لم يكن هناك توجه تصميمي عام في لبنان. لذا، قمت بوضع أساس للتصميم، ومهّدت الطريق لجيل المصممين اللاحق، فقد أنشأت سوقاً للتصميم لم يكن اللبنانيون على دراية بها في ذلك الحين. لكنّي أرى أنه في الوقت الراهن، عدنا إلى المسار السابق لعام 2000 جراء الأزمة اللبنانية؛ منذ 3 أعوام، سوق التصميم محدودة للغاية في لبنان. لذا، يحاول المصممون نشر معارفهم في الدول العربية، كما في أسواق أخرى. أضيفي إلى ذلك، الفارق الكبير خلال 20 عاماً هو أن الناس مدركون جيداً لأهمية التصميم، في الوقت الحالي. نعم، بالفعل لدي الكثير من الطاولات مختلفة التصاميم؛ مرتفعة ومنخفضة ومتوسطة الارتفاع وجانبية... لكني لم أحص الطاولات التي صمّمتها. ترتبط هذه القطع من الأثاث بتراثنا الثقافي؛ حبّ تقديم الطعام والمشروبات والزهور وكل ما يمكن تقديمه. ربما يكون الأمر مرتبطًا بهذه الفكرة. للحرفيين إسهامات كبيرة في عملي، لغياب صناعة الأثاث في لبنان. عندما رجعت من إيطاليا، اكتشفت أن الحل الوحيد المُتاح للإنتاج، هو الشراكة مع الحرفيين اللبنانيين. في هذا الإطار، هناك العديد من العائلات المعروفة بنشاطها الحرفي التي انضمت إليّ في عملي. وأتحدث عنها على الدوام عند التعريف بتصاميمي. ما أهمية إحياء الفنون والحرف اليدوية في العالم العربي؟ سبق أن ذكرت في السؤال السابق أن الفنون والحرف كانت «منقذة» لي في عملي. بدوري، أتحت للحرفيين فرصاً عدة، فقد أظهرت لهم أن هناك فرصة حقيقية لدفع معارفهم إلى الأمام وصنع قطع معاصرة قابلة للبيع في أنحاء العالم. نحن بحاجة إلى أن نكون مصممين محليين متأثرين بثقافاتنا، فهذا ضروري. بخلاف ذلك، سيقوم الجميع بالتصاميم عينها في أنحاء العالم، ليصبح الأخير مكاناً مشابهاً لـ «إيكيا» (تضحك)! نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع المصمم السويسري ديفيد جيريللي David Girelli: تصميماتي تكريم جميل للبساطة والصدق مدينتي بيروت مصدر إلهامي الأساسي. لكنني، أعتقد أن كل ما يراه الإنسان في حياته، سواء تعلق الأمر بالثقافة أو بكل ما هو متداول يؤثر به بطريقة أو بأخرى ليمتصه بصورة تجعله يوظفه في إبداعه، لاحقاً. لا نتحكم حقّاً في هذه العملية. أؤمن بشعوري الغريزي وبحدسي وبالحاسة السادسة لديّ. من يدري؟ أنا أماطل. سيأتي ذلك في النهاية، وفي الوقت المناسب. لا مشروع طويل الأمد في طريقتي في العمل. تحمل المجموعة اسم «طوطم»؛ سبق أن صممت طاولة بالاسم عينه عام 2016، ثمّ أدركت أخيراً أنه يمكنني تقديم مجموعة كاملة. هذه الأخيرة جريئة وملونة وموظفة في تصميمها أشكال هندسية بسيطة، مثل: المثلث والدائرة والمربع. عملت المصممة والفنانة اللبنانية كارن شكرجيان في مجالات الإعلان والأفلام والتصميم الجرافيكي، قبل أن تنتقل إلى ميلانو الإيطالية عام 1997 لتحصيل درجة الماجستير في التصميم الصناعي في أكاديمية DOMUS، بإشراف ماسيمو موروزي (مولود في فلورنسا عام 1941 ومن مؤسسي Archizoom، وهو من الرواد الذين كرسوا اهتمامهم لقطاع تصميم الأدوات المنزلية)، كما عملت مع موروزي في EDRA (شركة أثاث)، حيث كان مديراً فنياً. وأفادت من إقامتها في إيطاليا لتجربة واستكشاف امتدادات وقيود فنها، وإعادة التفكير في الافتراضات الجامدة المتعلقة بالوظيفة والشكل والمعنى، من هناك بدأت تتلمس لغتها التصميمية. في ذلك الوقت كانت أعمالها تنم عن غرابة وقدرة على تولي وظائف جديدة في سياقات منوعة وتحمل تفسيرات مختلفة. عام 2001، عادت المصممة إلى بيروت، وأسست «استوديو كارن شكرجيان»، حيث كان التصميم لا يزال في بدايته في لبنان والمنطقة ككل. تعاونت مع الحرفيين المحليين، ووظفت الحرف اليدوية في تصميم منتجات مميزة. نقترح عليك متابعة اللقاء مع المهندس سام سعادة: الإضاءة تترجم طابع المشروع وجوّه تعدّدت الدروب التي سلكتها كارن شكرجيان قبل دخول عالم التصميم، ثم افتتاح «الاستديو» الخاص بها في بيروت عام 2000، في وقت كان الوعي بهذا العالم ضعيفاً في لبنان، كما في المنطقة العربية. وحاولت مذّاك وضع الأسس الأولية للتصميم، بالتعاون مع الحرفيين. لغة شكرجيان التصميمية خاصة تتطلب فهم الرسائل غير المباشرة، كما الربط بالثقافة المحلية وباليوميات. في الحوار الآتي، تتحدّث المصممة والفنانة اللبنانية لـ «سيدتي» عن علاقتها بالحرفيين واستلهاماتها ومجموعتها الأخيرة من الطاولات باسم «طوطم». من وجهة نظر فنية، ما الذي تغير منذ أن دخلتِ عالم التصميم حتى اليوم؟ عندما شرعت في العمل في مجال التصميم ببيروت عام 2000، لم يكن هناك توجه تصميمي عام في لبنان. لذا، قمت بوضع أساس للتصميم، ومهّدت الطريق لجيل المصممين اللاحق، فقد أنشأت سوقاً للتصميم لم يكن اللبنانيون على دراية بها في ذلك الحين. لكنّي أرى أنه في الوقت الراهن، عدنا إلى المسار السابق لعام 2000 جراء الأزمة اللبنانية؛ منذ 3 أعوام، سوق التصميم محدودة للغاية في لبنان. لذا، يحاول المصممون نشر معارفهم في الدول العربية، كما في أسواق أخرى. أضيفي إلى ذلك، الفارق الكبير خلال 20 عاماً هو أن الناس مدركون جيداً لأهمية التصميم، في الوقت الحالي. تراثنا الثقافي طاولتان من مجموعة «طوطم» مصنوع من الخشب المطلي بالورنيش (تصوير: Vartan Seraydarian) في سجل تصاميمك، العديد من الطاولات؛ بالإضافة إلى وظيفة هذه القطع من الأثاث، ماذا تعني لك؟ نعم، بالفعل لدي الكثير من الطاولات مختلفة التصاميم؛ مرتفعة ومنخفضة ومتوسطة الارتفاع وجانبية... لكني لم أحص الطاولات التي صمّمتها. ترتبط هذه القطع من الأثاث بتراثنا الثقافي؛ حبّ تقديم الطعام والمشروبات والزهور وكل ما يمكن تقديمه. ربما يكون الأمر مرتبطًا بهذه الفكرة. صِفي تفاعلاتك مع الحرفيين، بما في ذلك جنسياتهم وإسهاماتهم في عملك، كما طرق التواصل معهم. للحرفيين إسهامات كبيرة في عملي، لغياب صناعة الأثاث في لبنان. عندما رجعت من إيطاليا، اكتشفت أن الحل الوحيد المُتاح للإنتاج، هو الشراكة مع الحرفيين اللبنانيين. في هذا الإطار، هناك العديد من العائلات المعروفة بنشاطها الحرفي التي انضمت إليّ في عملي. وأتحدث عنها على الدوام عند التعريف بتصاميمي. ما أهمية إحياء الفنون والحرف اليدوية في العالم العربي؟ سبق أن ذكرت في السؤال السابق أن الفنون والحرف كانت «منقذة» لي في عملي. بدوري، أتحت للحرفيين فرصاً عدة، فقد أظهرت لهم أن هناك فرصة حقيقية لدفع معارفهم إلى الأمام وصنع قطع معاصرة قابلة للبيع في أنحاء العالم. كيف تؤثر ثقافة كل أمة على التصميم؟ نحن بحاجة إلى أن نكون مصممين محليين متأثرين بثقافاتنا، فهذا ضروري. بخلاف ذلك، سيقوم الجميع بالتصاميم عينها في أنحاء العالم، ليصبح الأخير مكاناً مشابهاً لـ «إيكيا» (تضحك)! نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع المصمم السويسري ديفيد جيريللي David Girelli: تصميماتي تكريم جميل للبساطة والصدق مدينتي بيروت السفر والمدن والطبيعة هي المصادر، التي يجد معظم المصممين فيها إلهامهم. ماذا عنك؟ مدينتي بيروت مصدر إلهامي الأساسي. لكنني، أعتقد أن كل ما يراه الإنسان في حياته، سواء تعلق الأمر بالثقافة أو بكل ما هو متداول يؤثر به بطريقة أو بأخرى ليمتصه بصورة تجعله يوظفه في إبداعه، لاحقاً. لا نتحكم حقّاً في هذه العملية. أؤمن بشعوري الغريزي وبحدسي وبالحاسة السادسة لديّ. ماذا عن مشاريعك في النصف الثاني من العام الجاري (2023)؟ من يدري؟ أنا أماطل. سيأتي ذلك في النهاية، وفي الوقت المناسب. لا مشروع طويل الأمد في طريقتي في العمل. حدّثينا عن مجموعتك الأخيرة... تحمل المجموعة اسم «طوطم»؛ سبق أن صممت طاولة بالاسم عينه عام 2016، ثمّ أدركت أخيراً أنه يمكنني تقديم مجموعة كاملة. هذه الأخيرة جريئة وملونة وموظفة في تصميمها أشكال هندسية بسيطة، مثل: المثلث والدائرة والمربع. في سطور عملت المصممة والفنانة اللبنانية كارن شكرجيان في مجالات الإعلان والأفلام والتصميم الجرافيكي، قبل أن تنتقل إلى ميلانو الإيطالية عام 1997 لتحصيل درجة الماجستير في التصميم الصناعي في أكاديمية DOMUS، بإشراف ماسيمو موروزي (مولود في فلورنسا عام 1941 ومن مؤسسي Archizoom، وهو من الرواد الذين كرسوا اهتمامهم لقطاع تصميم الأدوات المنزلية)، كما عملت مع موروزي في EDRA (شركة أثاث)، حيث كان مديراً فنياً. وأفادت من إقامتها في إيطاليا لتجربة واستكشاف امتدادات وقيود فنها، وإعادة التفكير في الافتراضات الجامدة المتعلقة بالوظيفة والشكل والمعنى، من هناك بدأت تتلمس لغتها التصميمية. في ذلك الوقت كانت أعمالها تنم عن غرابة وقدرة على تولي وظائف جديدة في سياقات منوعة وتحمل تفسيرات مختلفة. عام 2001، عادت المصممة إلى بيروت، وأسست «استوديو كارن شكرجيان»، حيث كان التصميم لا يزال في بدايته في لبنان والمنطقة ككل. تعاونت مع الحرفيين المحليين، ووظفت الحرف اليدوية في تصميم منتجات مميزة. نقترح عليك متابعة اللقاء مع المهندس سام سعادة: الإضاءة تترجم طابع المشروع وجوّه
مشاركة :