يقضي الأطفال الكثير من الوقت في مشاهدة البرامج الخاصة بهم سواء على التلفزيون أو وسائل التواصل الحديثة والعديدة في وقتنا الحالي، وتحوي تلك البرامج العديد من اللهجات العربية المختلفة بحسب جهات إنتاجها وتوزيعها، ناهيك عن البرامج الأجنبية حيث يصبح الناتج خليطاً بين اللهجات العامية واللغة الأجنبية ويتوه الطفل بين ذلك الخليط مبتعداً عن اللغة العربية الفصحى التي باتت غريبة عنهم بعض الشيء، أولاً لقلة توافرها في البرامج المخصصة لهم، وثانياً لعدم تعودهم عليها في أغلب الأحيان إلا في المدارس، إلى أن باتت اللهجات واللغة الأجنبية أقرب إلى قلوبهم ويستسهلون متابعتها أكثر. ولأجل الحفاظ على هوية الطفل العربية وتأسيسه جيداً في مجال لغته الأم وللحفاظ على اللغة العربية من الاندثار في مواجهة ذلك الخليط العامي والأجنبي، فعلى الأطفال حسب ما ذكر متخصصون لـ«البيان» أن يتابعوا برامج تعلمهم لغتهم العربية السليمة وتعمق ارتباطهم بها، فهي طريق المعرفة والإبداع في المستقل. وأكد الدكتور علي عبدالله موسى الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية أن اللهجات العامية كثيرة حتى داخل البلد الواحد فكيف بعاميات الوطن العربي، واللغة العربية السليمة التي يجب أن يعلم بها الطفل هي اللغة التي يستخدمها الإعلام غالباً ويستوعبها العرب من المشرق إلى المغرب، ويجب أن يؤسس الطفل ويؤهل بلغة تمكنه من استخدام اللغة في القراءة والكتابة والتعبير والمحادثة والتواصل وتجعله قادراً على الإبداع والتفكير والاستيعاب، فهذه المهارات اللغوية الحياتية يحتاجها في كافة مراحل حياته الدراسية والعملية في سوق العمل، أما العاميات فهي موجودة في الشارع وفي الإعلام العامي والأسواق وغيرها، ولكن الفصحى جزء من بناء الشخصية وتكوين الطفل تكويناً سليماً يجعله قادراً على الاندماج في المجتمع والمنافسة مع أقرانه. وأضاف: «بدون اللغة العربية الفصحى نحن نضيع عمر الطفل ووقته وحياته ونجعله يشعر بالغربة وبعدم الأهلية مقارنة مع زملائه وبمقارنة اللغات الأخرى». وأشار إلى أنه لا يمكن التواصل بين الدول العربية ومجتمعاتها ومؤسساتها المختلفة إلا من خلال اللغة العربية السليمة، كما أن الهوية العربية مرتبطة بالفصحى وليست بالعاميات، كما أن الفصحى السليمة تتيح تكافؤ الفرص للمنافسة بين جميع شرائح المجتمع. شرائح المجتمع وأضاف: «كل من ينادي باللهجات الدارجة فهو لا يعرف خطورة ذلك على أفراد المجتمع وتكافؤ الفرص والهوية الوطنية وإعادة إنتاج الأجيال القادمة والاعتزاز بالمرجعيات والثوابت الوطنية، علماً أن اللغة العربية قادرة على إيصال المعلومة للطفل بشكل واف وجميل، أما العاميات لا تصلح للعلم والمعرفة ولا للابتكار والإبداع». بدوره، أكد الدكتور محمد عبدالرحمن مدير جامعة الوصل أن دبلجة برامج الأطفال بلهجات عامية تهدد لغتهم الأم وتدخل لحصيلتهم اللغوية كلمات دخيله لا تمت للغة العربية الفصيحة بصلة، وتجعل مخزونهم اللغوي في تدن مما يجعل الطفل غير قادر على صياغة أو نطق جملة واحدة سليمة باللغة العربية الفصحى مما يجعله يستخدم كلمات غير دقيقة. وأوضح أن متابعة الأطفال لبرامج بلهجات عامية يربي نشئاً غير ملم باللغة العربية ويعاني من فجوة كبيرة بين لغته الأصيلة واللهجة العامية، نشء لديه صعوبة وتباين كبير بين لغة الكتاب ولغة الخطاب ما يجعل التعليم صعباً لدى البعض بلغته الأم، وتجعله يعاني من إتقان اللغة العربية على الرغم من أنها لغته الأم التي كان يجب أن لا يحل محلها اللهجة العامية التي أثرت وما زالت تؤثر على تطور المحصول اللغوي لدى الأطفال. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :