اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم المضاد للجيش الاوكراني الذي بدأ في يونيو لم يحرز نجاحا في مواجهة الدفاعات الروسية في شرق اوكرانيا وجنوبها. وقال بوتين في مقابلة مع قناة "روسيا 1" التلفزيونية بثت الاحد إن "كل محاولات العدو اختراق دفاعنا (...) باستخدام مخزون استراتيجي خصوصا، لم تنجح طوال مدة الهجوم. العدو لم يحقق نجاحا". واكد أن وضع القوات الروسية على الجبهة "ايجابي". واوضح الرئيس الروسي "أن قواتنا تتصرف ببطولة. بطريقة لم يتوقعها الخصم، أنها حتى تهاجم في قطاعات معينة وتسيطر على مواقع أكثر أهمية". والجمعة، اقر رئيس الادارة الرئاسية الاوكرانية اندريه يرماك بأن الهجوم المضاد لكييف "لا يحرز تقدما سريعا"، مؤكداً أن الحلفاء الغربيين لا يمارسون ضغطا على كييف في هذا الصدد. وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الأحد استمرار العمليات الهجومية في اتجاه مدينتي ميليتوبول وبيرديانسك اللتين تحتلهما روسيا في جنوب أوكرانيا. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن القوات الروسية تقدّمت مسافة 1,5 كلم في قسم من الجبهة قرب ليمان بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. كما تطرق بوتين لتوفير الولايات المتحدة للذخائر العنقودية لأوكرانيا، حيث قال إن روسيا سترد في حال تم استخدام القنابل ضد قواتها. وقال مسؤولون قامت موسكو بتعيينهم في سيفاستوبول إن أنظمة الدفاع الجوي تصدت للعديد من الطائرات بدون طيار الجوية والبحرية التي أطلقتها أوكرانيا ليلا في شبه الجزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. من جهتها قالت مسؤولة دفاعية أوكرانية كبيرة امس الأحد إن القتال في شرق البلاد "احتدم إلى حد ما" إذ نشبت اشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية في ثلاث مناطق على الأقل على الجبهة الشرقية. وشنت كييف الشهر الماضي هجوما مضادا طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا وحققت مكاسب تدريجية في أجزاء من الشرق والجنوب. وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني على تيليغرام إن القوات الروسية تهاجم في اتجاه كوبيانسك في منطقة خاركيف على مدى يومين متتاليين. وكتبت ماليار "نحن في موقف دفاعي... هناك معارك شرسة ومواقع الجانبين تتغير بشكل مستمر عدة مرات في اليوم". وقالت ماليار أيضا إن الجانبين يشتبكان حول مدينة باخموت المدمرة لكن القوات الأوكرانية "تتقدم تدريجيا" من ناحية الجنوب. وأضافت أن قوات كييف تصد أيضا الهجمات الروسية بالقرب من أفدييفكا ومارينكا. وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني السبت إن ثلاثة مدنيين أصيبوا في قصف روسي لقرية في منطقة زابوريجيا، في حين قال مسؤولون مدعومون من موسكو إن قوات كييف قصفت مدرسة هناك. ويدور القتال في زابوريجيا منذ شهور، وهي منطقة على خط المواجهة في جنوب أوكرانيا تحركت موسكو لضمها العام الماضي لكنها لا تحتلها بالكامل. وقال يرماك على تطبيق المراسلة تيليغرام إن القوات الروسية قصفت قرية ستبنوهيرسك في المنطقة باستخدام قاذفات صواريخ متعددة مما أصاب مبنى إداري. وأضاف "هناك ثلاثة مصابين: امرأتان ورجل". وقال أناتولي كورتيف سكرتير مجلس المدينة إن روسيا قصفت أيضا مدينة زابوريجيا مما ألحق أضرارا بما لا يقل عن 16 مبنى هناك. وقال فلاديمير روجوف وهو مسؤول عينته روسيا في أجزاء تسيطر عليها موسكو في زابوريجيا إن القوات الأوكرانية دمرت مدرسة في قرية ستولنيف بينما اعترضت قوات الدفاع الجوي طائرة مسيرة فوق مدينة توكماك. كما قال مسؤول عينته موسكو إن قوات الدفاع الجوي الروسية والأسطول الروسي في البحر الأسود اعترضا ثماني طائرات أوكرانية مسيرة فوق مدينة سيفاستوبول الساحلية في شبه جزيرة القرم في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال ميخائيل رازفوزاييف حاكم سيفاستوبول الذي عينته موسكو "لم تلحق أضرار بأي أهداف سواء في المدينة أو في منطقة المياه". وأضاف أنه تم إسقاط طائرة مسيرة فوق البحر واعترضت قوات الحرب الإلكترونية الروسية خمس طائرات وجرى تدمير طائرتين على الشاطئ الخارجي. وكان قد قال في وقت سابق إن الهجمات كانت فوق ميناء سيفاستوبول ومنطقتي بالاكلافا وخيرسونيس بالمدينة. من جانب اخر قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن تصريحاته بشأن أوكرانيا تم تحريفها، وتعهد بتقديم دعمه لأوكرانيا بعد أن أشار إلى أن كييف يجب أن تظهر "امتنانها" للدعم العسكري الذي تم تقديمه لها. وذكرت وكالة "بي إيه ميديا" البريطانية أن بن والاس، الذي كشف في تصريحات لصحيفة "صنداي تايمز" أنه يعتزم الاستقالة في التعديل الوزاري المقبل والتخلي عن منصبه كعضو في البرلمان في الانتخابات المقبلة، نشر سلسلة تغريدات طويلة لتوضيح تصريحاته. وكان وزير الدفاع البريطاني قد أدلى بهذا التصريح بعد أن وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إصرار حلف شمال الأطلسي "ناتو" بأنه لا تزال هناك شروط على دولته أن تفي بها قبل أن تتمكن من الحصول على العضوية بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا، بأنها عبثية. وغرد بن والاس ، "أثارت تعليقاتي حول أفضل السبل لدعم أوكرانيا الكثير من الاهتمام وتم تحريفها إلى حد ما". كما اعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الأحد أن مضاعفة الجهود لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي هو "أفضل شيء" يمكن القيام به من أجل مساعدة الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى دعم الدول النامية. وتشارك يلين في اجتماع لوزراء المال وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة السبع الأحد في غانديناغار بغرب الهند، قبل حضور اجتماع لوزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين في المدينة نفسها يومي الاثنين والثلاثاء. وأكدت خلال مؤتمر صحافي على أن "الأولوية الرئيسية" هي "مضاعفة دعمنا لأوكرانيا".
مشاركة :