تُشير آخر الخرائط الجوية بأنه يُتوقع أن تتعرض جنوب القارة الأوروبية تدريجياً خلال الأيام القادمة بكتلة هوائية حارة مُندفعة من الصحراء الإفريقية وتتسبب بحدوث موجة حر قوية على إسبانيا وإيطاليا وجنوب فرنسا وتمتد لاحقاً لليونان ودول البلقان، وترتفع معها درجات الحرارة إلى ما يفوق 45 درجة مئوية في بعض المناطق. ويُتوقع بمشيئة الله أن تندفع كتلة هوائية صحراوية حارة الأيام القادمة لتؤثر على شبه الجزيرة الإيبيرية وفرنسا وإيطاليا، وتتسبب بارتفاع درجات الحرارة إلى ما يتجاوز مُعدلاتها الطبيعية بأكثر من 10 درجات مئوية، ويكون الطقس حاراً إلى شديد الحرارة في أغلب المناطق. وبالاتجاه نحو مطلع الأسبوع القادم، تندفع كتلة هوائية باردة غربي القارة الأوروبية، الأمر الذي يؤدي إلى اشتداد موجة الحر على إيطاليا وامتداد موجة الحر إلى اليونان ودول البلقان، مع توقعات بأن تتجاوز درجات الحرارة حاجز 45 درجة مئوية في مناطق عِدّة من هذه الدول. من جهتها أطلقت السلطات الإيطالية إنذاراً باللون الأحمر في 16 مدينة إيطالية، محذرة من مخاطر موجة الحر التي ستجتاح جنوب أوروبا، خاصة في جزيرتي صقلية وسردينيا اللتين يتوقع أن تبلغ الحرارة فيهما 48 مئوية، مما يعني بأن الرقم المُسجل لأعلى درجة حرارة في تاريخ السجلات المناخية في القارة الأوروبية قد يتم كسره خلال موجة الحر والمُسجل في عام 2021 بواقع 48.8 درجة مئوية. ومن المُنتظر أن تتعرض دول شمال غرب إفريفيا بتأثيرات مُباشرة للموجة الحارة وبخاصة الجزائر وتونس، حيث يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى ما يفوق 46 درجة مئوية في العديد من المناطق مع طقس شديد الحرارة في أغلب المناطق، بل و تقترب من 50 درجة مئوية في المناطق الصحراوية. ويأتي الارتفاع المُتوقع على درجات الحرارة شمال غرب افريقيا والنصف الجنوبي من القارة الأوروبية نتيجة سيطرة ما يُعرف بالقبة الحرارية على تلك المناطق، وهي تُرافق المُرتفع الجوي في طبقات الجو العليا وتكون على هيئة غطاء تحس الهواء الساخن أسفل منها في الطبقات السفلية من الغلاف الجوي. وبالذات في المناطق الحضرية حيث المدن الإسمنتية، إذ إن الطرق والمباني تمثل أحد الأسباب التي تزيد من تأثيرها.