نزوح فني خارج عباءة السلطة من مصر

  • 3/2/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار عقود ارتدى الممثلون المصريون عباءة تأييد السلطة، باستثناء نماذج معدودة خالفت المعهود بالانضمام للتيارات المعارضة، ومنهم هشام عبد الحميد الذي انضم مؤخرا لفريق مذيعي قناة الشرق، ليكون ثالث ممثل ينضم لقنوات تعارض النظام بعد زميليه محمد شومان وهشام عبد الله. وكان شومان فاجأ جمهوره وزملاءه بإعلانه، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقديم برنامج ساخر على قناة الشرق التي تبث من خارج البلاد، ثم ظهر هشام عبد الله في دعاية لقناة وطن كأحد مذيعيها المرتقبين. وأعلن الدكتور أيمن نور (رئيس قناة الشرق) قبل يومين، انضمام عبد الحميد لفريق القناة كمقدم لبرنامج فني. وخلال استضافته ببرنامج مع معتز على قناة الشرق، في يناير/ كانون الثاني الماضي، قال شومان إنه يميل إلى التيار الإسلامي، مؤكدا معارضته للرئيس المخلوع حسني مبارك خلال حكمه. وأعرب عن سعادته بانضمامه لفريق عمل القناة، موضحا أن نجاح الممثل في حقل الإعلام يعتمد على صدق ما يقدمه. وصاحب إعلان عبد الله انضمامه لقناة وطن هجوم إعلاميين مؤيدين للسلطة، كان أبرزهم أحمد موسى الذي اتهمه بالخيانة. أما آخر تصريح لعبد الحميد فكان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأكد فيه إيمانه بالديمقراطية والتي يمثلها الرئيس المعزول محمد مرسي والذي تمت الإطاحة به في يوليو/ تموز 2013. وحالة النزوح الفني من عباءة السلطة تؤكد وصول مرحلة القمع الذي يمارسه النظام على المواطنين لمرحلة غير محتملة، وفق تفسير مراقبين للمشهد السياسي والفني. بوق دعائي يرى أستاذ النقد والأدب المقارن بجامعة عين شمس، الدكتور حسام عقل، أن القاعدة العامة للحركة الفنية منذ انطلاقها مطلع القرن الماضي تتعامل باعتبارها جزءا دعائيا رصينا للسلطة. وأضاف للجزيرة نت أن بعض الفنانين ظهروا كاستثناءات ليستخدموا الفن كرسالة حضارية، لكنها لم تصطدم مع السلطة بشكل صريح، مشيرا إلى حرص الأنظمة المختلفة على تطويع الحركة الفنية خاصة السينمائية منها كبوق يخدم ما وصفه بمشروعاتها السلطوية. ولكن قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 منح الحركة الفنية عبق الحرية -وفق وصفه- موضحا أن معظم الأعمال الفنية التي تلت الثورة انتقدت فساد وقمع السلطة. وحسبما بيّن أستاذ النقد، فقد عادت الحركة الفنية إلى ثكناتها المؤيدة للسلطة بعد الإطاحة بالرئيس مرسي، وظهرت أعمالا تُظهر التماهي التام مع سياسات النظام الحاكم وركبت موجة العنصرية ضد المعارضين. وأوضح عقل أن مألات الحركة الفنية من التأييد السلطوي، مع حالة التشهير والاستباحة التي يواجهها أي من المشاهير الذين يعبرون عن رأيهم المعارض للنظام، دفعت فنانين إلى الرحيل من البلاد، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة ازدياد حالة النزوح الفني بسبب ازدياد حالة القمع. المعارضة تتسع ومن جهته، أرجع مدير قناة وطن إسلام ماهر، انضمام فنانين إلى قنوات معارضة للنظام إلى إيمانهم بمواقف سياسية وأخلاقية ترفض النظام الديكتاتوري وتسعى لإسقاطه مع باقي الثوار. واعتبر -في حديثه للجزيرة نت- تلك الخطوة محاولة لإبراز صوت آخر من داخل الحقل الفني الذي لطالما كان صوتا للأنظمة العسكرية لأعوام خلت، متوقعا اتساع دائرة انضمام فنانين إلى المؤسسات الإعلامية المناهضة للعسكر. وعن فكرة تقديم ممثلين لبرامج تليفزيونية، قال ماهر إن ذلك النهج متبع في كثير من المؤسسات الإعلامية وحتى تلك المؤيدة للنظام. أما الممثل وجدي العربي فرأى أن الحكم على توجه الفنانين الثلاثة لا يمكن أن يكون متطابقا، وأوضح للجزيرة نت أن الممثل شومان شارك في الحملة الانتخابية للرئيس مرسي لذا فانضمامه طبيعي بينما اتخذ زميله هشام عبد الله موقفا وصفه بـالمخزي لتأييده الانقلاب العسكري وقتل المعارضين. وأردف لا أعلم موقف هشام عبد الحميد من الأوضاع السياسية خلال الثلاثة أعوام الماضية، لذا فلا يمكنني الحكم على موقفه الأخير مشيرا إلى تقبل المشاهدين لمن يشعرون بصدق موقفه وقضيته فقط من الفنانين.

مشاركة :