القدس - كشفت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت متأخر من مساء الأحد، عن هوية خاطفي الباحثة الإسرائيلية الروسية، إليزابيث تسوركوف، في العراق بعدما حمّلت الحكومة الإسرائيلية كتائب حزب الله الموالية لإيران مسؤولية ذلك. وبحسب ما ذكرت القناة 12 الإخبارية نقلا عن مصادر عربية لم تكشف عن هويتها، فإن تسوركوف هي من بادرت بلقاء خاطفيها في العراق ضمن إطار تحضير رسالة الدكتوراه. وتجري تسوركوف بحث الدكتوراه حول التحركات الشيعية في العراق، ويركز تحديدا على جماعة رجل الدين البارز، مقتدى الصدر، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" التي أوردت تقرير القناة الإخبارية الإسرائيلية. واتصلت تسوركوف بنفسها برجل دين اسمه أحمد علواني، طلبت فيه لقاء ابن عمه محمد علواني، وهو مسؤول كبير في كتائب حزب الله بالعراق، وفقا للقناة 12. وخلال لقائهما الثاني مع تسوركوف، اكتشف الرجلان أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية وقررا اختطافها. وبعد ذلك، جرت محاولات على ما يبدو لنقلها إلى إيران. وكتائب حزب الله جزء من قوات الحشد الشعبي، التي تضم العشرات من المليشيات الشيعية التي اندمجت في القوات الأمنية العراقية في السنوات الأخيرة. وتسوركوف البالغة من العمر 36 عاما، وهي محللة في شؤون الشرق الأوسط وطالبة الدكتوراه بجامعة برينستون، دخلت العراق أواخر العام الماضي بجواز سفرها الروسي قبل أن تختفي خلال مارس الماضي، بحسب "تايمز أوف إسرائيل". وفي وقت سابق من الشهر الحالي، فتحت الحكومة العراقية تحقيقا متعلقا بحادثة الخطف، على ما أعلن المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، وذلك بعد أن حمّلت إسرائيل، بغداد مسؤولية سلامة الباحثة. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حمّل في بيان كتائب حزب الله العراقية مسؤولية هذه القضية، قائلا إن "إليزابيث تسوركوف، المواطنة الإسرائيلية-الروسية التي اختفت قبل بضعة أشهر في العراق، محتجزة لدى ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية". وأضاف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيانه أن "إليزابيث تسوركوف على قيد الحياة ونحن نحمّل العراق المسؤولية عن سلامتها". وتقول تسوركوف على موقعها الشخصي على الإنترنت إنها تتحدث أربع لغات هي الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية. ويضيف موقعها على الإنترنت أنها زميلة بمعهد "نيولاينز" للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة فكرية إسرائيلية-فلسطينية مقرها القدس. وذكرت القناة 12، دون أن تنسب المعلومات إلى مصدر، أن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، الذي تولى في السابق أيضا منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي، بعث برسالة إلى واشنطن وموسكو في الأشهر الأخيرة أبلغهما فيها أن جنسية تسوركوف الروسية-الإسرائيلية المزدوجة وعملها “يعرضانها للخطر”. وتم نقل هذا التحذير إليها شخصيا من قبل مسؤولين في إسرائيل، بما في ذلك قبل زيارتها الأخيرة، وفقا للتقرير. وبحسب مصدر استخباراتي عراقي، تم اختطاف تسوركوف في بغداد "في بداية شهر رمضان"، الذي بدأ هذا العام في 23 مارس، "بينما كانت تغادر مقهى رياض علوان" في حي الكرادة بالعاصمة العراقية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، وهي منطقة "مليئة بالمقاهي ومحلات الملابس والأسواق" يرتادها الرعايا الغربيون. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن مسؤولا عراقيا كان على اتصال مع تسوركوف قال إنها اختُطفت في شقتها في حي الكرادة، وأن زميلتها في السكن، وهي باحثة عراقية، اختُطفت أيضا. تم إطلاق سراح زميلتها في السكن، التي لم يذكر اسمها، بعد أسبوعين من اختطافها وتركت العراق بعد وقت قصير من ذلك، وفقا للتقرير، الذي أضاف أنها عادت مؤخرا. بعد أيام من اختفاء تسوركوف، أفاد موقع إلكتروني محلي عراقي أن السلطات العراقية اعتقلت مواطنا إيرانيا كان متورطا في اختطافها. وزعم الموقع أن السفارة الإيرانية في بغداد تضغط من أجل إطلاق سراح الرجل وترحيله إلى إيران. بحسب التقرير في "كان"، قال المصدر العراقي إنه وآخرون تواصلوا مع المخابرات العراقية قبل نحو شهرين بشأن تسوركوف، قبل أن يصبح اختفاؤها معروفا على نطاق واسع. وقال المصدر، الذي أفادت "كان" بأنه مقرب من الكاظمي، رئيس الحكومة العراقي السابق الذي شغل المنصب من 2020-2022 ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حليف للولايات المتحدة، "قيل لنا أنها بخير وأنها لم تعد في العراق وإنما عادت إلى الولايات المتحدة. لقد كذبوا علينا". يُنظر إلى رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني على أنه أكثر ارتباطا بإيران. وبحسب المسؤول الذي تحدث إلى "كان" فإن تسوركوف احتُجزت بداية من قبل المخابرات العراقية وتم تسليمها بعد ذلك لكتائب حزب الله. الإيرانيون، بحسب المسؤول، متورطون في اختطافها.
مشاركة :