ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين مازال يعتزم تجديد الاتفاق الدولي للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا التي مزقتها الحرب. وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول "أعتقد أن الرئيس الروسي بوتين يريد مواصلة هذا الجسر الإنساني رغم بيان اليوم (الروسي)"، مشيرا إلى اتفاق نقل الحبوب في البحر الأسود. وأضاف الرئيس التركي أنه سوف يجري محادثات مع الرئيس الروسي قبل زيارة بوتين المتوقعة لتركيا في أغسطس، وذلك في تصريحات قبل مغادرته في جولة خليجية تستمر يومين للمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة. فيما قالت روسيا اليوم الاثنين إنها أوقفت مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وقال الكرملين إن وقف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للتصدي لأزمة الغذاء العالمية، وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "في الواقع، انتهى سريان اتفاق البحر الأسود اليوم". وأضاف "للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء المتعلق بروسيا في اتفاق البحر الاسود حتى الآن، لذلك فقد انتهى". وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بأنها تعارض تمديد الاتفاق. وارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاجو التجارية 3.4 بالمئة إلى 6.84 دولار للبوشل (وهو مكيال إنجليزي للحبوب) الساعة 0910 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفع في وقت سابق أكثر من أربعة بالمئة. وروسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية في العالم، ولاعبان رئيسيان في أسواق القمح والشعير والذرة وزيوت اللفت ودوار الشمس. وتهيمن روسيا أيضا على سوق الأسمدة. وكان الرئيس الروسي قد قال الأسبوع الماضي إن بنود الاتفاق المتعلقة بروسيا لم يتم تنفيذها لذا يفكر في تعليق مشاركة بلاده مشيرا إلى أن روسيا ستعود إلى الاتفاق بمجرد تنفيذ شروطه. وتابع "يمكننا تعليق مشاركتنا في الاتفاق، وإذا قال الجميع مرة أخرى إن جميع الوعود التي قطعوها لنا ستُحقق، فليفوا بهذا الوعد. وسنعود على الفور لهذا الاتفاق". وتذمرت روسيا محتجة بعدم وصول حبوب كافية إلى الدول الفقيرة. وجادلت الأمم المتحدة بأن هذا الترتيب أفاد تلك الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20 بالمئة على مستوى العالم. ولإقناع روسيا بالموافقة على اتفاق البحر الأسود، جرى التوصل في يوليو تموز 2022 إلى مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات وافق بموجبها مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في إيصال صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية. ولا تخضع الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا، وتقول موسكو إن آثار القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تصل إلى حد إعاقة تلك الشحنات. وافقت روسيا ثلاث مرات في العام الماضي على تمديد اتفاق البحر الأسود، لكنها علقت أيضا لفترة وجيزة مشاركتها في نهاية أكتوبر تشرين الأول ردا على هجوم بطائرة مسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم.
مشاركة :