وعد الرئيس السوري بشار الأسد، بالعمل على إنجاح الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ السبت الماضي، في سورية، عارضاً العفو الكامل عن مقاتلي المعارضة، مقابل التخلي عن السلاح، في حين كشفت السعودية أن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بحث إمكانية توغل بري في سورية قبل نحو أسبوعين، لكنه لم يتخذ قراراً، بينما أكدت روسيا أنها تريد إغلاق الحدود التركية ــ السورية لوقف تدفق الأسلحة. في وقت أعلن مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، أن محادثات السلام ستستأنف في التاسع من مارس الجاري بدلاً من السابع منه، لإتاحة الوقت الكافي لمعالجة مسائل لوجستية وعملية. وأكد الأسد في مقابلة مع التلفزيون الألماني العام، أن القوات النظامية تمتنع عن الرد على انتهاكات الهدنة من أجل إعطاء فرصة للاتفاق. وقال رداً على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف إطلاق النار مستقراً، إن الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى، ونحن، كجيش سوري، نمتنع عن الرد، كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله، وأضاف لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر. كما عرض الأسد بحسب مقتطفات نشرتها الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، العفو الكامل على مقاتلي المعارضة مقابل التخلي عن السلاح. وقال الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونياً ودستورياً، واستناداً إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة، هو أنه لا يُسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة، وتُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات. وأضاف كل ما عليك فعله هو التخلي عن سلاحك، سواء أردت الانضمام إلى العملية السياسية أو لم تكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم، مؤكداً أن هذا هو كل ما نطلبه. وقال نحن لا نطلب شيئاً، كما قلت، فإننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية. كما وصف في هذه المقابلة الوضع الذي يعيشه الشعب السوري بـالكارثة الإنسانية، نافياً اتهامات بأن القوات السورية تمنع نقل مؤن وأدوية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ولايزال وقف إطلاق النار صامداً عموماً في يومه الثالث، على الرغم من بعض الاتهامات بخرقه وتمكنت فرق الأمم المتحدة، أول من أمس، من نقل مساعدات إلى إحدى المدن المحاصرة. من ناحية أخرى، أكد مساعد وزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، في مقابلة هاتفية مع رويترز، أول من أمس، أن وزراء دفاع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، بحثوا إمكانية توغل بري في سورية قبل نحو أسبوعين، لكنهم لم يتخذوا قراراً. وقال لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسل، نوقش على المستوى السياسي، لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية. وأضاف أنه بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات، وكيف سيتم إرسالها، وإلى أين سيتم إرسالها، سنشارك في ذلك. وأوضح أنه ينبغي أن ندرس الأمر على المستوى العسكري بشكل مستفيض مع الخبراء العسكريين، لضمان أن تكون لدينا خطة. وقال عسيري إن المملكة مستعدة الآن لقصف تنظيم داعش من قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا، حيث وصلت أربع مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي. وأضاف أن المقاتلات لم تشارك حتى الآن في أي هجمات. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن السعوديين تحدثوا في السابق عن إمكانية إدخال قوات برية إلى سورية لقتال داعش، لكن توجد مسائل كثيرة، يجب مناقشتها بشأن توغل محتمل. ونشر قوات برية سيكون تصعيداً كبيراً لعمليات التحالف، والذي اعتمد بشكل أساس حتى الآن على ضربات جوية، وتسليح وتجهيز جماعات المعارضة السورية المعتدلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، للصحافيين في واشنطن، إن السعوديين تحدثوا عن احتمال إدخال عناصر من القوات البرية في سورية، وإن الولايات المتحدة سترحب بمثل هذه المساهمة في القتال ضد داعش. وأضاف لكن يوجد الكثير من الأمور التي تحتاج إلى مناقشة في ما يتعلق بما ستفعله (تلك القوات) والتشكيلة التي ستكون عليها، وكيف ستحتاج إلى دعم من التحالف من الآن فصاعداً، لهذا يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنه في حين تبذل جهود للتحقق من انتهاكات مزعومة لوقف الأعمال القتالية في سورية، إلا أنه لا توجد حالياً أدلة تشير إلى أنها ستزعزع السلام الهش في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عام 2011. وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إننا ندقق في العملية التي أنشأناها لمعرفة هل حدث انتهاك فعلاً، أو انه كان في الواقع اشتباك مشروع ضد (جبهة) النصرة فقط، أو (داعش) فقط. وأكد انه في حين توجد تقارير عن انتهاكات، إلا ان الغالبية العظمى من مناطق سورية شهدت انخفاضاً في العنف. وقال ولهذا نحن ندعو جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية، بل أن تساعد العملية على أن تحاسب نفسها. وأكد كيري انه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على العمل على آلية لضمان أن تقتصر الضربات الجوية في سورية على داعش وجبهة النصرة. وأضاف أنه قلق بشأن تقارير بأن الحكومة السورية تضع عراقيل أمام تسليم المساعدات الإنسانية، ويأمل أن تمنع موظفيها وجنودها من أخذ أدوية أو إمدادات أخرى من الشحنات. من جهتها، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن لافروف قوله، أمس، إن موسكو تريد إغلاق الحدود التركية ــ السورية، لأنها تستخدم في إمداد الإرهابيين بالأسلحة، التي قال إن بعضها يجري إخفاؤه وسط المساعدات الإنسانية. في السياق، اتفق الأمين العام أمم المتحدة بان كي مون، مع لافروف، على الحاجة الماسة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، وعودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات السياسية. وقالت الأمم المتحدة في بيان، إن كي مون شكر لافروف على دوره الكبير في تحقيق التقدم الأخير في سورية.
مشاركة :