شهدت الأيام الماضية إقبالاً جماهيراً كبيراً على متحف «تل بسطا» بمحافظة الشرقية في مصر، لحضور باقة من الفعاليات الثقافية والفنية التي جرى تنظيمها بعنوان «باستت تعود»، لإلقاء الضوء على المعبودة باستت في مصر القديمة، والتي كانت على هيئة قطة وديعة. وتُختتم الفعاليات بعد غد الخميس. وأوضح رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، مؤمن عثمان، أن هذه الفعاليات تأتي في إطار استراتيجية قطاع المتاحف لتفعيل دور المتاحف المصرية بمختلف المحافظات، ونشر الوعي الأثري بين جميع أبناء المجتمع بمختلف فئاته العمرية والمجتمعية، وتعريفهم بالحضارة المصرية القديمة. من جانبه، قال مدير متحف تل بسطا، إبراهيم حمدي، إن الفعاليات تضمنت تقديم استعراض «طقسة عين الأوجات» في قاعة العرض المتحفي، التي تقدِّم عرضاً تصورياً للملك وهو يقدّم القرابين للمعبودة باستت، مصحوباً بإحدى الترانيم الخاصة بالمعبودة، والموجود على الجدار الغربي لمعبد حتحور، وهي الترنيمة التي تلقي الضوء على صفات المعبودة. وعلى هامش الفعالية، نظم المتحف معرضاً أثرياً مؤقتاً بعنوان «كحلة ومكحلة»، ضم 10 قطع أثرية متنوعة من المكاحل المختلفة الأشكال والأحجام، أبرزها مكحلة من البروفير ترجع إلى العصر العتيق، ومكحلة أخرى من المرمر، ومرود مزين من العاج. كما تضمنت الفعالية مجموعة من المحاضرات العلمية التي سلطت الضوء على الدور المهم للمعبودة باستت في مصر القديمة، تحدث فيها مجموعة من الأساتذة والمتخصصين، إضافة إلى تنظيم عدد من الورش الفنية والتعليمية حول تنفيذ وتصميم رداء المعبودة باستت، وعمل نموذج للصلاصل وسلة الزهور الخاصة بالمعبودة. كما أطلق المتحف عدداً من المسابقات الفنية لجمهوره ورواده، من خلال الصفحة الرسمية الخاصة بالمتحف على «فيسبوك»، لتصميم قناع للمعبودة باستت، وأفضل صورة فوتوغرافية لها. يُشار إلى أن «باستت» هي إحدى آلهة قدماء المصريين. عُبِدت على هيئة القطة الوديعة، وأدمجت مع المعبودة «سخمت» في الدولة الحديثة، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة، فعندما تغضب باستت تصبح سخمت، وتنتقم من الأعداء ومن هم أخلاقهم سيئة. وكانت مدينة بوباستيس (تل بسطا) مركز عبادتها، وأشهر تمثال للإلهة باستت موجود في متحف اللوفر بفرنسا.