تعكس الدعوة التي وجّهتها شرطة أبوظبي إلى أولياء الأمور، بمتابعة أبنائهم خلال فترة الإجازة الصيفية، ضمن حملة «صيف بأمان» استشعارًا عاليًا بأهمية الجانب الوقائي في ضمان أمن المجتمع وسلامته، والحفاظ على سلامة الأبناء وأمنهم من خلال المتابعة الواعية والدقيقة لاستخدام شبكة الإنترنت. وأشارت شرطة أبوظبي في دعوتها إلى قائمة من المخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها الأبناء من خلال مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، ومن بينها: الابتزاز، والإساءة، والتنمر والتهديد، والتحرش، والتعرّض لمواد إباحية، والاستغلال في ترويج المخدرات، والاستيلاء على البطاقات الائتمانية. وتعود أهمية هذه الدعوة إلى تفشي الجرائم التي يتعرّض لها الأطفال والمراهقون في العالم خلال استخدامهم هذه الوسائل والتطبيقات، بالنظر إلى حداثة أعمارهم ونقص خبراتهم ونقص معرفتهم بما يمكن أن يواجهوه من مشكلات. ويكتسب الموضوع أهمية أكبر مع تقدُّم البنية التحتية الإلكترونية في الدولة، وكثافة استخدام شبكة الإنترنت والنسبة العالية جدًّا من التعرّض للأجهزة الذكية والتعامل معها، حيث يمتلك 97.6% من سكان الدولة هواتف ذكية، وينشط 99% منهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وتقدِّم شرطة أبوظبي من خلال هذه الحملة وغيرها، نموذجًا للأداء الابتكاري المتميز من جانب «الإعلام الأمني»، الذي أصبح يؤدّي دورًا أساسيًّا في ترسيخ دعائم الأمن والأمان، واستثمار وسائل الإعلام المختلفة، التقليدي منها والجديد، في إشراك قطاعات المجتمع جميعها في الحفاظ عليهما، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. وتضع الحملة بين يدي أفراد المجتمع جميعًا، قنوات للتواصل مع شرطة أبوظبي، من خلال الاتصال الهاتفي، والرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، والتطبيق الذكي للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، مع ضمان السرية التامة، وسرعة الاستجابة. وتجدر الإشارة إلى أن شرطة أبوظبي بدأت التوعية بهذه النوعية من المشكلات قبل سنوات طويلة، وهي تطور من أساليبها باستمرار من خلال الخبرات المتراكمة. وعلى سبيل المثال، شهد عام 2018 حملة «خلّك حذِر» التوعوية، التي سعت إلى مواكبة الأساليب المستحدثة للجرائم الإلكترونية بمختلف أشكالها، وتعزيز وعي الجمهور بأساليب الخداع والتضليل التي يستخدمها المحتالون الإلكترونيون للإيقاع بضحاياهم وإيهامهم بجوائز وهمية أو سرقة بياناتهم البنكية. وأوضحت نتائج رصد متخصص أن رسائل حملة «خلّك حذِر» قد وصلت إلى مليوني شخص تقريبًا خلال مرحلتها الأولى عبر شبكات التواصل الاجتماعي والبرامج الإذاعية والتلفزيونية بالتعاون مع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص. ولهذا كله، فليس غريبًا أن تحصل شرطة أبوظبي، قبل يومين فقط، على اعتماد المعهد العالمي للابتكار (GInI) في مجال الابتكار الحكومي، لتصبح أول قيادة شرطية في العالم تحظى بمثل هذا الاعتماد، بما يعكسه من ثقة وتقدير عالميين في أدائها وقدراتها، وليس غريبًا أيضًا أن تكون دولة الإمارات ومدنها الكبرى بين أكثر الدول والمدن أمانًا في الإحصاءات والتصنيفات العالمية الموثوقة بها. *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :