اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم (الاثنين) إسرائيل بمحاولة السيطرة على المواقع الأثرية والتراثية في الضفة الغربية، داعيا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لتحمل مسؤولياتها حيال ذلك. وقال اشتية في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله إن "العدوان الإسرائيلي وإرهاب المستوطنين يتصاعدان، وهذه المرة يتركز على المواقع الأثرية الفلسطينية حيث تم اقتحام بلدة سبسطية في نابلس ضمن المحاولات المستمرة للسيطرة على المنطقة الأثرية فيها وتهويدها". وأضاف أن منطقة "عين الهوية" الأثرية غرب قرية حوسان جنوب مدينة بيت لحم الغنية بعيون المياه والبرك تسعى السلطات الإسرائيلية ومستوطنيها لتحويلها إلى "مقصد ديني وسياحي للمستوطنين". ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني منظمة (اليونسكو) إلى تحمل مسؤولياتها الدولية في حماية المواقع الأثرية والتراثية الفلسطينية من محاولات بسط "السيطرة والتهويد والأسرلة". ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي على ذلك. وتعد سبسطية بلدة تاريخية مشهورة بتنوع معالمها الأثرية، وتحتضن المعابد والمقابر التي تعود إلى حقبة العصر الروماني عدا عن وجود المدرج الروماني والمسرح الفني الذي كانت تقام به الاحتفالات وكنيستي هيردوس والراس التاريخيتين. والبلدة مقسمة مناطق (أ) و (ب) و (ج) حسب اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العام 1993، علما أن مساحة 12 دونما منها تقع ضمن المنطقة المصنفة إسرائيليا (ب) فيما الجزء الأخر في المنطقة تقع ضمن المنطقة المصنفة (ج). أما عين الهوية فهو أحد أشهر معالم قرية حوسان وأكبر عيون المياه التي يبلغ عددها 25 عينا وينبوعا موزعة على مناطق مختلفة في وسطها وأطرافها، وجزء منها يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة لوجودها في منطقة "ج". وتقسم الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993 إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية. من ناحية أخرى، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني من خطورة ما أقدمت عليه شركة ((ميكروت)) الإسرائيلية للمياه من تخفيض حاد لحصص المياه المخصصة لمدينتي الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية. واعتبر اشتية أن "الإجراء عنصري تمييزي خطير يحرم الفلسطينيين في هاتين المدينتين من أبسط حقوقهم في المياه، بينما تضاعف إسرائيل كميات المياه لصالح المستوطنين"، لافتا إلى أن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه لا يزيد على 72 لترا يوميا، بينما الإسرائيلي يستهلك 320 لترا يوميا. وأعلنت سلطة المياه الفلسطينية أول أمس (السبت) أن الشركة الإسرائيلية التي تسيطر على المياه في الضفة الغربية خفضت كمية المياه المزودة لمدينتي بيت لحم والخليل، محذرة من أن الخطوة تنذر بأزمة مرتقبة. ويعد ملف المياه أحد قضايا المفاوضات الرئيسية بين الفلسطينيين وإسرائيل في محادثات السلام المتوقفة منذ أبريل العام 2014.
مشاركة :