الفريق العمرو ل«الرياض»: دور الإعلام مهم في ترسيخ المسؤولية المجتمعية لدعم جهود الدفاع المدني

  • 3/2/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح الفريق سليمان بن عبدالله العمرو -مدير عام الدفاع المدني- أنَّ المديرية العامة للدفاع المدني حريصة على تعزيز التواصل والتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية ومؤسسات العمل الاجتماعي، بهدف تعزيز الإجراءات الوقائية من المخاطر والحوادث التي تهدد مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه، إلى جانب الإفادة من قدرات المؤسسات الإعلامية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والدعوية في نشر ثقافة السلامة، وكذلك تنفيذ البرامج التوعوية الوقائية ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني. وشدَّد على أهمية دور وسائل الإعلام التقليدي والجديد في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية، ودعم جهود الدفاع المدني، لأداء رسالته الإنسانية والوطنية في حماية الأرواح والممتلكات، مُضيفاً أنَّ المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني بالأمم المتحدة اختارت «الدفاع المدني ووسائل الإعلام وتقنية المعلومات» شعاراً لاحتفالاتها باليوم العالمي للدفاع المدني لهذا العام. وأكَّد في حديثه ل»الرياض» على أنَّه تمَّ إعداد خطة متكاملة للإفادة من احتفالات اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام في إيصال الرسائل التوعوية لكافة فئات المجتمع، من خلال تنفيذ عدد كبير من الزيارات الميدانية وتنظيم المعارض التوعوية والتنسيق في ذلك مع عدد من المؤسسات التعليمية والثقافية ومؤسسات العمل الاجتماعي والجمعيات الأهلية، وفيما يلي نص الحوار: مساعدات إنسانية * تشارك المملكة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني لعام (2016م)، تحت شعار "الإعلام وقاية"، ما الذي تمَّ إعداده لهذه المناسبة؟ - المملكة كانت دائماً ولا تزال سباقة في دعم كل جهد أو عمل يستهدف خير وسلامة الإنسان أينما كان، وما أكثر الشواهد والمواقف التي تسطر بأحرف من نور جهود المملكة في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث في كثير من دول العالم، ومن هذا المنطلق يأتي الحرص على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي يهدف إلى التعريف بالجهود الضخمة التي تبذلها أجهزة الدفاع المدني في جميع دول العالم، وبحث آليات دعم هذه الجهود، وإيجاد حلول لبعض المشكلات التي تواجه أجهزة الدفاع المدني، بالإضافة إلى نشر ثقافة السلامة والتوعية الوقائية ضد كافة المخاطر ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني. ولابُدَّ أن نذكر هنا بكل الشكر والعرفان توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، ورئيس مجلس الدفاع المدني، بضرورة المشاركة الفاعلة في الاحتفال بهذه المناسبة العالمية، والإفادة منها في تنمية الوعي المجتمعي، وتعزيز مسؤولية الأفراد والمؤسسات في دعم جهود رجال الدفاع المدني لأداء مهامهم، وتكريم ذكرى الشهداء منهم، كما نذكر بكل التقدير حرص أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق على رعاية ودعم الفعاليات التي تنفذها مديريات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، وهو ما يُجسِّد عناية واهتمام ولاة الأمر بسلامة أبناء الوطن والمقيمين به ودعمهم لرجال الدفاع المدني، من أجل تحقيق هذا الهدف. خطة متكاملة *ما الذي أعدته المديرية العامة للدفاع المدني للاحتفال بهذه المناسبة؟ - تمَّ إعداد خطة متكاملة للاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام تهدف للوصول بالرسائل الثقافية الوقائية لكافة فئات المجتمع، من خلال وسائط الإعلام والاتصال الجماهيري المختلفة، وتثقيف المواطنين والمقيمين -بما في ذلك النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة- بمتطلبات السلامة والإجراءات الوقائية لتجنب المخاطر، وذلك من خلال حزمة من الفعاليات والأنشطة التثقيفية والتدريبية، إلى جانب القيام بعدد كبير من الزيارات للجامعات والمدارس، وكذلك تنظيم عدد من المعارض والمحاضرات وورش العمل بالتنسيق مع لجان الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة، كما تتضمن الخطة طباعة وتوزيع عدد كبير من الإصدارات الإعلامية والإرشادية، وستستمر الفعاليات طوال شهر "مارس"، بمشاركة كافة مديريات وإدارات الدفاع المدني. نشر ثقافة السلامة * ما هي دلالات اختيار "الإعلام وقاية" شعاراً لليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام؟ - تهدف المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني بالأمم المتحدة من خلال الاحتفال باليوم العالمي كل عام إلى إلقاء الضوء على أحد الجوانب التي يمكن من خلالها تعزيز قدرة الدفاع المدني لأداء مهامه وتنمية الوعي المجتمعي بأحد الجوانب أو المجالات ذات الصلة بأعمال أجهزة الدفاع المدني، مثل: السلامة في المنازل والمنشآت الصناعية والتجارية أو التعاون بين الدول في حالات الكوارث الكبرى وغيرها. ويأتي اختيار شعار "الإعلام وقاية" لفعاليات هذا العام إشارة إلى أهمية دور وسائل الإعلام التقليدي والجديد في نشر ثقافة السلامة والتوعية الوقائية بالمخاطر ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني، وضرورة الإفادة من هذه الوسائل في بناء شراكة مجتمعية تدعم جهود أجهزة الدفاع المدني لأداء مهامها، والتأكيد على أهمية الإفادة من التطور الكبير في وسائل الإعلام والاتصال وتقنية المعلومات لنشر ثقافة السلامة، وتنمية الوعي باشتراطات ومتطلبات السلامة، وبناء شراكات مع كل مؤسسات المجتمع، وحث هذه المؤسسات الإعلامية على الإسهام بدور فاعل لتحقيق هذا الهدف، ليس فقط في أوقات الطوارئ، بل في جميع الأوقات، وتشجيع الالتزام المجتمعي باشتراطات السلامة الوقائية، من أجل سلامتهم وأمنهم. تطور كبير * كيف ترون واقع جهاز الدفاع المدني السعودي، مقارنة بالأجهزة المماثلة في الدول الأخرى؟ - الحقيقة أنَّ جهاز الدفاع المدني في المملكة شهد ولايزال يشهد تطوراً كبيراً في إمكاناته من حيث القوى البشرية، أو الآليات والمعدات، وهو ما يتضح في اتساع نطاق خدماته ليشمل جميع أرجاء المملكة بما في ذلك القرى والهجر، إلى جانب قدرته العالية في التعامل مع مختلف أنواع الحوادث التي تدخل في نطاق عمل الدفاع المدني، وهذا التطور الكبير الذي تحقق يرجع بعد توفيق الله سبحانه إلى ما توليه الدولة -رعاها الله- من اهتمام كبير بجهاز الدفاع المدني، وما توفره من إمكانات لتطوير قدراته، لأداء رسالته في حماية الأرواح والممتلكات على الوجه الأمثل، وسوف تستمر بمشيئة الله برامج وخطط تطوير قدرات الدفاع المدني لاستيعاب كافة التغيرات في نوعية المخاطر التي يتعامل معها رجال الدفاع المدني، والمرتبطة بما تشهده المملكة من نهضة في كافة المجالات، والاستعداد الكامل للتعامل مع الحوادث المرتبطة بخطط التنمية الوطنية، كما أنَّ جهاز الدفاع المدني يقف حالياً على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة تطوره تهدف إلى التطوير المستدام في كافة المجالات، لتحقيق خدمات نوعية بإذن الله. مشاركة مجتمعية * كيف تجدون مستوى التفاعل المجتمعي مع جهاز الدفاع المدني بالمملكة، وهل يرقى هذا التفاعل إلى مستوى الطموحات؟ - إن دوافع المشاركة المجتمعية في دعم جهود الدفاع المدني راسخة وأصيلة في نفوس كل أبناء المملكة، وذلك لأنَّها تنبع من تعاليم الإسلام العظيمة في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج وتفريج الكُربات، وهو مايتجلى في كثير من المواقف التي تتطلب مشاركة أبناء الوطن في دعم جهود رجال الدفاع المدني في كافة الحوادث والطوارئ، ونحن حريصون كل الحرص على إتاحة الفرصة لأبناء الوطن للمشاركة في دعم جهود الدفاع المدني تعزيزاً لقيم الانتماء والمواطنة والإفادة من هذه الطاقات الخيرة متى كانت هناك حاجة لذلك، وهو ما يتضح من خلال فتح باب التطوع للمشاركة ضمن صفوف الدفاع المدني، وهناك مؤسسات تقوم بدور مشرف وفاعل في مجالات خدمة المجتمع، وهناك أيضاً المئات من مؤسسات العمل التطوعي والخيري لها إسهامات كبيرة في مجالات عمل الدفاع المدني، لاسيّما الأعمال الإغاثية والإنسانية، ونتطلع إلى المزيد من الشراكة المجتمعية في قادم الأيام. برامج تدريبية * هل لديكم آليات واضحة لحث مؤسسات المجتمع على المشاركة في دعم جهود الدفاع المدني؟ - المديرية العامة للدفاع المدني تعمل جاهدة في هذا الاتجاه، من خلال الإعلان عن فتح باب التطوع على أعمال الدفاع المدني سنوياً، إلى جانب تحديد الاحتياجات من المتطوعين، وكذلك تنفيذ البرامج التدريبية لهم في مراكز تدريب الدفاع المدني بجميع مناطق المملكة، وفق ما تنص عليه الأنظمة واللوائح، ولدينا قاعدة بيانات للمتطوعين يتم تحديثها سنوياً، هذا بخلاف منظومة من البرامج التدريبية والتوعوية التي يتم تنفيذها في المدارس والجامعات والشركات الكبرى والمراكز التجارية، وهي تهدف إلى تنمية المهارات المعرفية والخبرات للوقاية من المخاطر الافتراضية والنوعية وبالتصرف السليم في حالات الطوارئ، لأنَّ المشاركة التي نطمح إليها تبدأ بمعرفة المخاطر وسبل الوقاية منها، سواءً في المنزل أو المؤسسة أو في دعم جهود الدفاع المدني الميدانية في مباشرة الحوادث والتخفيف من آثارها، ونسعى ونعمل الآن على تفعيل دور مراكز الأحياء والمجالس البلدية والغرف الصناعية والتجارية والجامعات والمدارس لتعزيز إسهامات المجتمع -مؤسسات وأفراد- في كل أنشطة وبرامج الدفاع المدني، لنشر ثقافة السلامة واكتساب مهارات التعامل مع المخاطر. متطلبات السلامة الوقائية * هل هناك معوقات تؤثر سلباً في فاعلية المشاركة المجتمعية لدعم جهود الدفاع المدني؟ - لابُدَّ أن نذكر أنَّ هناك إدراكاً ووعياً متنامياً لدى كافة أطياف المجتمع بأهمية متطلبات السلامة الوقائية في كافة مناحي الحياة، وربَّما تطلب الأمر بذل جهد أكبر في بيان أهمية هذه الشراكة والتعريف بمجالاتها، ونحن حريصون على ذلك، وليس من خلال فعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني فقط، بل على مدار العام، من خلال المناسبات الوطنية والمهرجانات الثقافية والزيارات الميدانية لكافة المؤسسات أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الجديد، التي أسهمت كثيراً في تعزيز التواصل مع فئات كثيرة من أبناء المجتمع، لكن يظل الأمر بحاجة إلى تضافر جهود المؤسسات التعليمية والإعلامية ومؤسسات العمل الاجتماعي لترسيخ قناعة كاملة لدى كافة أطياف المجتمع بأهمية الشراكة والتعاون في دعم جهود الدفاع المدني لأداء رسالته.

مشاركة :