•• لم تكن المنطقة في حال أسوأ مما هي عليه اليوم.. •• وعندما يجتمع وزراء الداخلية العرب اليوم وغداً في تونس برئاسة الأمير محمد بن نايف، الرئيس الشرفي للمجلس.. فإن الإنسان لا يملك إلا أمرين اثنين هما: أولاً: أن يدعو لهم بالعون والتوفيق للخروج بمقررات مهمة تفيد هذه الأمة. ثانياً: أن يتجه المجلس -هذه المرة- إلى تفعيل دور المواطن العربي في الحفاظ على أمن الأوطان ومحاربة التنظيمات الإرهابية المتوحشة وتهيئة الأسباب التي تدمج المواطن في وطنه وتعزز ولاءه وانتماءه له ودفاعه عنه وتضحيته من أجله.. •• صحيح أن أمام المجلس أجندات في غاية الأهمية لمتابعة تنفيذ عدة استراتيجيات أمنية من قبل الدول الأعضاء.. لكن الأكثر صحة من وجهة نظري هو أن توالد "الدواعش" في مجتمعاتنا بات يشكل قلقاً كبيراً لنا.. وبشكل لا يحتمل الانتظار أكثر.. •• وإذا قُدر لهذا الموضوع أن يجد الاهتمام.. والأولوية التي يستحقها.. فإن علينا أن نبدأ المعالجة بتصحيح الواقع الفكري الذي استغلته التنظيمات الإرهابية وغذته بمفاهيمها الخطيرة.. وجعلت الأطفال والشباب يتجاوبون معها بل ويشكلون "مجاميع" و"عصابات" تعمل على قتل "الأقربين" قبل الأبعدين.. وتشجع الخوف والرعب بيننا وحتى من أقرب الناس إلينا.. •• وإذا بلغ الأمر حد قتل الابن أباه.. أو خاله.. أو أخاه.. فإن دفعه إلى قتل مئات المصلين.. أو عشرات المتسوقين.. أو المشاهدين للمباريات المهمة في ملاعبنا.. تصبح عملية هينة وسهلة.. بعد أن أصبحت المجتمعات بكاملها.. والدول وموظفوها "كفرة".. وان قتلهم.. وتدمير المنشآت فوق رؤوسهم تصبح هي الأخرى وسائل للقربى من الله.. والذهاب إلى الجنة.. •• وعندما تنجح هذه التنظيمات في تغذية الاحقاد.. وتسوِّغ الانتقام.. وتصور تلك الأعمال على أنها هي الإسلام.. فإن الأمر يصبح بحاجة إلى تضحيات كبرى من دولنا وشعوبنا.. وفي مواجهة حقيقية للمكونات الفكرية التي تقود إلى هذا الانحراف في وقت نتردد في التعامل مع هذا الواقع الأليم بقوة كافية.. ومواجهة حقيقية له ووضع اليد على مفاتيحه.. •• وأنا متأكد بأن أصحاب السمو والمعالي الوزراء على علم وإحاطة تأمين بكل هذه الحقائق.. وان لديهم من الحلول ما يساعد دولنا وشعوبنا على أن تطمئن إلى المستقبل.. إذا وجدوا منا كمواطنين.. ومؤسسات مجتمع مدني.. وقطاعات عمل مختلفة.. ومثقفين.. وأكاديميين.. وإعلاميين.. ودعاة.. التعاون الكافي للتصدي لهذه الأخطار.. •• أما كيف نصل إلى هذا المستوى من "الكيمياء" والامتزاج.. والتقارب.. فإن الأجهزة الأمنية في دولنا تحتاج إلى الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في مختلف العلوم المتصلة بمعالجة الجريمة بشتى الوسائل جنباً إلى جنب المعالجات الأمنية الحازمة والتي يملك المنتمون لها قدراً أعلى من الخبرة والتجربة والكفاءة فيها.. والحمد لله. ضمير مستتر: •• وقفة المواطن إلى جانب الدول تحقق السلامة للجميع.. تجسيداً لمفهوم المواطنة بكل أبعادها.. 403
مشاركة :