اللقاء المسيحي.. العظة والعبرة إسلامياً

  • 3/2/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عُقد في شهر فبراير الماضي في هافانا يوم الجمعة 12/2/2016م لقاء تاريخي، بين البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، والبطريك كيرل رئيس الكنيسة الارثوذوكسية لموسكو وعموم روسيا، يأتي هذا اللقاء بعد القطيعة التي استمرت بين الكنيستين لأكثر من ألف سنة، منذ ما يُعرف بـ (الانشقاق الكبير) الذي وقع عام 1054م، الخلافات بين الجماعات السياسية والدينية تقع، إلا أن المهم هو محاولة محاصرة هذه الخلافات وحلها، وهذا ما قام به البابا، حيث سعى منذ سنتين لحل الخلافات بين الكنائس، وقد وجه دعوة مصالحة واضحة للبطريك (كيرل) قائلا له عام 2014م (سأذهب أينما تريد.. اتصل بي وسأذهب). إذا فأكبر زعيم ديني مسيحي، يعمل على تسوية الخلافات بين الكنائس المسيحية، ويبادر -وهو يمثل النسبة الأكبر من المسيحيين- لدعوة من يمثل أقلية، ويعرب عن استعداده للقائه، إن عقد هذا اللقاء بحد ذاته حدث مهم جدا على المستوى المسيحي، واللافت في الأمر أن الهدف ليس التعايش أو مجرد حل الخلافات، بل إن هدفهم البعيد هو التوحد، وقد صدر بيان في ختام اللقاء، من أبرز ما جاء فيه، وضع أسس عملية لخارطة طريق للوحدة المسيحية المنشودة، وجاء فيه أيضا (... مراجعة مربع التنافس إلى فضاء الأخوة والتصالح والقفز على جراحات الماضي وإرث التاريخ، وان العقيدة متشابهة وتخرج من مشكاة واحدة..)، ألا يجدر بنا نحن المسلمين، أن نأخذ العظة والعبرة من هذا الحدث، فتلتقي رموز للطوائف الدينية الإسلامية، وتتجاوز الخلافات التاريخية مع بعضها، ليس من أجل الوحدة، على الأقل من أجل التعايش في ما بينها، هل هذا مطلب عسير وصعب؟ من أجل مصلحة الأمة، أو من أجل مصلحة الوطن، ألا يجدر بها أن تلتقي وتقدم مصلحة الوطن ووحدته،قبل رأي هنا أو هناك، أو تفسير لحديث عند طرف وحديث عند طرف آخر، متى نعي أن لا شيء يبرر اتباع أي شخصية دينية أو موقف باسم الدين، إذا كان له تأثير على وحدة الوطن؟ ألم يحن الوقت ليحل المسلمون خلافاتهم فيما بينهم؟ وعودة إلى اللقاء والبيان الصادر عنه، يمكن أن نشير إلى نقاط مختصرة:- 1- على الرموز والقيادات الدينية في مجتمعاتنا المسلمة، المبادرة (للقفز على جراحات الماضي وإرث التاريخ) واتخاذ خطوات جريئة من أجل توحيد صفوف المسلمين، التي تؤدي بالتالي إلى حفظ أرواحهم وممتلكاتهم ومن قبل ذلك وبعده أوطانهم. 2- على الواعين عامة، بأهمية هذه الخطوة أن يدفعوا ويشجعوا الرموز التي تؤمن بهذا الطريق للسير فيه، وبالتالي تخفيف الضغوط عليها من المجاميع المخالفة لهذا الرأي، حيث إن هناك العديد من الرموز المقتنعة بهذا النهج إلا أن المحيط المخالف الضاغط يحول دون قدرتهم على البدء بمبادرات جادة في هذا الإطار. 3- على الواعين أيضا، المؤمنين بهذا النهج التواصل والتداخل بين مختلف فئات المجتمع من أبناء الطوائف الأخرى، تكريسا لهذا النهج التصالحي، وحتى لا تكون المطالبات التصالحية محصورة بالنخب والرموز فقط. نرجو من الله أن يلهم مختلف فئات المجتمع من مختلف الطوائف الهدى والصلاح وأن يوفقهم للعمل على توحيد صفوف الأمة، من أجل المصلحة العامة انه ولي التوفيق.

مشاركة :