تحدث الملياردير الأمريكي الشهير "بيل غيتس" مؤسس شركة "مايكروسوفت"، عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، قائلاً إنها قد تكون هائلة. وطرح غيتس في مقال على موقعه الشخصي عدة تساؤلات، منها ماذا سيحدث للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب الآلات الذكية، وهل يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على نتائج الانتخابات، بالإضافة لتساؤل يقول ماذا لو قرر الذكاء الاصطناعي في المستقبل أنه لا يحتاج إلى البشر بعد الآن ويريد التخلص منهم؟ وأكد غيتس في مقاله، أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها تحذيرًا حول تهديدات جديدة يجب النظر إليها والسيطرة عليها. وقال غيتس: "نحن الآن في المرحلة الأولى من تغيير عميق آخر من عصر الذكاء الاصطناعي، يتغير الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة لدرجة أنه ليس من الواضح بالضبط ما سيحدث بعد ذلك، نحن نواجه أسئلة كبيرة تثيرها الطريقة التي تعمل بها التكنولوجيا الحالية، والطرق التي يستخدمها الناس لسوء النية، والطرق التي سيغيرنا بها الذكاء الاصطناعي كمجتمع وكأفراد". اقرأ أيضا : مخاوف خطيرة من قضاء الذكاء الاصطناعي على وظائف مطوريه وأضاف: "في لحظة كهذه، من الطبيعي أن تشعر بعدم الاستقرار، لكن التاريخ يُظهر أنه من الممكن حل التحديات التي أحدثتها التقنيات الجديدة، لقد كتبت من قبل عن كيف سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في حياتنا، سوف يساعد على حل المشكلات في الصحة والتعليم وتغير المناخ وغير ذلك - التي كانت تبدو مستعصية على الحل". وتابع الملياردير الأمريكي: "شيء واحد واضح من كل ما تمت كتابته حتى الآن حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، وهو أنه لا أحد لديه كل الإجابات، مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس قاتمًا كما يعتقد البعض أو ورديًّا كما يعتقد الآخرون، المخاطر حقيقية، لكني متفائل بإمكانية إدارتها". وأكمل غيتس: "عديد من المشكلات التي يسببها الذكاء الاصطناعي لها سابقة تاريخية، على سبيل المثال، سيكون لها تأثير كبير على التعليم، وكذلك فعلت الآلات الحاسبة المحمولة قبل بضعة عقود، ومؤخراً سمح باستخدام أجهزة الكمبيوتر في الفصل الدراسي، يمكننا التعلم مما نجح في الماضي، سنحتاج إلى تكييف القوانين القديمة واعتماد قوانين جديدة". وكتب غيتس في مقاله: "هناك مخاطر حول الوصول للذكاء الاصطناعي الخارق، والذي قد يرسم أهدافه بشكل منفرد، وقد يتعارض بعضها مع أهداف البشرية، ولكن هذه الأسئلة قد لا يكون من المناسب الإجابة عنها الآن، خاصةً أن عمليات التطوير قد تأخذ وقتًا أكثر مما نعتقد، لكن على جانب المخاطر الأكثر إلحاحًا، فقد يمكن أن يؤدي التزييف العميق والمعلومات الخاطئة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي إلى تقويض الانتخابات والديمقراطية". اقرأ أيضًا: تحذير من قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير فيروسات خطيرة وأشار غيتس، إلى أن فكرة إمكانية استخدام التكنولوجيا لنشر الأكاذيب ليست جديدة، حيث كان الناس يفعلون ذلك بالكتب والمنشورات لعدة قرون، وأصبح الأمر أسهل بكثير مع ظهور معالجات الكلمات وطابعات الليزر والبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية. وأكد غيتس أن مخاطر الذكاء الاصطناعي قد تشمل شن الهجمات الإلكترونية، وسلب الوظائف وهلاوس الذكاء الاصطناعي التي ينتج عنها إجابات خاطئة ومضللة. وقدم غيتس مجموعة من الأسباب لكل مشكلة من هؤلاء، مطالبًا خبراء الأمن بمواجهة المتسللين الذين سيحاولون شن هجمات إلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لإعادة تدريب العمال ودعمهم فنيًا للحفاظ على وظائفهم من التكنولوجيا الحديثة، بجانب أن يكون مستخدمو الذكاء الاصطناعي على دراية بمشكلة التحيز قبل طلب معلومات من روبوتات الذكاء الاصطناعي. وطالب غيتس الحكومات ببناء الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى تتمكن من وضع قوانين ولوائح مستنيرة تستجيب لهذه التكنولوجيا الجديدة، بالإضافة لمواجهة المعلومات المضللة والتزييف والتهديدات الأمنية والتغييرات في سوق العمل.
مشاركة :