تنديدات دولية وقلق أممي بعد انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب

  • 7/18/2023
  • 13:22
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ياسر رشاد - القاهرة - أعلنت روسيا بشكل رسمي، انسحابها من الاتفاق الدولي الذي يسمح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، ما أثار تنديدات وانتقادات دولية واسعة بتلك الخطوة، التي اعتبرها البعض وقفًا عمليًا لـ"شريان حياة" مهم بالنسبة لمئات الملايين حول العالم الذين يواجهون الجوع وتكاليف الغذاء المتزايدة.   وتجددت مخاوف العالم بانتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، وسط ترقب لأزمة غذاء جددة ممكن أن تجتاح العالم قد تقفز معها معدلات التضخم لمستوى قياسي.   ومن جهتها، نددت الولايات المتحدة بشدة بقرار روسيا تعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود، وحثتها على التراجع عن قرارها، واستئناف المفاوضات.وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن "استمرار الحكومة الروسية في تسليح الغذاء يضر بملايين الأشخاص الضعفاء في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أنه "لإيضاح أي مخاوف تطرحها روسيا، فعلى الرغم من ادعاءات روسيا، عملت الأمم المتحدة على تيسير الصادرات الروسية القياسية من المواد الغذائية، بالتنسيق مع القطاع الخاص ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة".وأعاد بلينكن إلى الأذهان أنه "منذ أغسطس 2022، تم شحن أكثر من 32 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأوكرانية إلى العالم بموجب مبادرة حبوب البحر الأسود، بما في ذلك إلى بعض أكثر المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم مثل القرن الإفريقي والساحل واليمن وأفغانستان"، مبينا أنه "على نطاق أوسع، أسهمت كل شحنة في إطار المبادرة في تقليل المصاعب في أفقر بلدان العالم، لأن شحن الحبوب إلى الأسواق العالمية يخفض أسعار المواد الغذائية للجميع".   فيما اعتبرت الحكومة اليابانية أن تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود قرار "مؤسف".وقال كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) اليوم الثلاثاء، إن قرار روسيا مؤسف للغاية، معربا عن قلقه بشأن التأثير المحتمل على الإمدادات الغذائية العالمية.وأضاف أنه من أجل ضمان الأمن الغذائي العالمي، ستعمل الحكومة على إقناع روسيا بالعودة إلى الصفقة بالتنسيق مع مجموعة الدول السبع وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي.من جانبه، شدد وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي على أن روسيا ستتحمل المسئولية النهائية عن التأثير السلبي لقرارها.وأثنى هاياشي على جهود الأمم المتحدة وتركيا للحفاظ على الإطار الدولي، وطالب بعودة روسيا إلى الإطار الدولي واستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.  ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" عن أسفه الشديد لقرار روسيا بإنهاء مبادرة البحر الأسود، مما يعني عمليا وقف "شريان حياة" مهم بالنسبة لمئات الملايين حول العالم الذين يواجهون الجوع وتكاليف الغذاء المتزايدة.. قائلا:"إن قرار الاتحاد الروسي سيوجه ضربة إلى المحتاجين في كل مكان".وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يأتي هذا القرار بعد أسابيع من المفاوضات بشأن تجديد هذا الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، والذي سهل تصدير أكثر من 30 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية عبر ثلاثة موانئ على البحر الأسود، هي أوديسا، ويوجني / بيفديني، وتشيرنومورسك.وذكرت الأمم المتحدة، أنه تم التوقيع على مبادرة البحر الأسود من قبل روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في مدينة (اسطنبول) في يوليو الماضي، إلى جانب اتفاق مواز بين الأمم المتحدة وروسيا بشأن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.. وبموجب قرارها، سحبت روسيا أيضا الضمانات الأمنية للسفن المبحرة في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود.وقال الأمين العام إن "المشاركة في الاتفاقيتين هي خيار.. لكن الناس الذين يعانون في كل مكان والدول النامية لا يملكون خيارا" مؤكدا أن مبادرة الحبوب ومذكرة التفاهم مع روسيا تعدان بمثابة شريان حياة للأمن الغذائي العالمي ومنارة للأمل في عالم مضطرب".. مضيفا: "في الوقت الذي يتعطل فيه إنتاج الغذاء وتوفره بسبب النزاعات وتغير المناخ وأسعار الطاقة وغير ذلك، ساعدت هاتان الاتفاقيتان في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23 في المائة منذ مارس من العام الماضي".   أدانت "فرنسا"، واستنكرت بشدة تعليق روسيا مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مُؤكدة أن موسكو تتحمل وحدها مسئولية إعاقة الملاحة في هذا المجال البحري، إذ تفرض حصارًا غير قانوني على الموانئ الأوكرانية.وقالت الخارجية الفرنسية في بيان لها، مساء الاثنين، إن على روسيا أن تكف عن ابتزازها للأمن الغذائي العالمي وأن تعيد النظر في قرارها. وأكدت أن فرنسا ستواصل مع شركائها، تكثيف نشاطها من أجل تقليص مخاطر انعدام الأمن الغذائي الذي يضرر السكان الأكثر ضعفا في العالم ويشمل ذلك مبادرة ممرات التضامن التابعة للاتحاد الأوروبي التي تعد أساسية والتي أتاحت نقل 32 مليون طن من الحبوب خارج أوكرانيا منذ شهر مارس 2022..   ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أنه بعث برسالة إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طلب منهما فيها مواصلة العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور أن مبادرة الحبوب يمكن أن تظل سارية دون مشاركة موسكو.كما أكد أنه تم تصدير نحو 33 مليون طن من المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى 45 دولة بموجب الاتفاق الذي أبرمته أوكرانيا وروسيا في يوليو 2022 بوساطة تركيا والأمم المتحدة.   جدير بالذكر أنه تم التوقيع، في 22 يوليو 2022، بإسطنبول على حزمة من الوثائق الخاصة بتوريد المواد الغذائية والأسمدة إلى السوق الدولية، وتم إبرام الاتفاقيات في الأصل لمدة 120 يومًا حتى تم تمديدها لنفس الفترة، في نوفمبر الماضي، كما أعلنت روسيا تمديد الصفقة لمدة 60 يومًا، مارس الماضي، وتم تمديد صفقة الحبوب لمدة شهرين آخرين، في 18 مايو. وأعلنت موسكو، الاثنين، انتهاء الاتفاق "بحكم الأمر الواقع"، بعد ساعات على هجوم ليلي شنّه الجيش الأوكراني بطائرات مسيّرة على جسر القرم. وتنتقد روسيا العقوبات التي تعترض صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة في ظل العقوبات. كما تتهم الدول الغنية بالاستفادة من الجزء الأكبر من صادرات الحبوب الأوكرانية المفترض أن تكون وجهتها الدول النامية. على العكس من ذلك، أكد فولوديمير زيلينسكي أن "60% من الكميات" المصدرة ذهبت إلى إفريقيا وآسيا. وتُظهر أرقام الأمم المتحدة أن الدول الرئيسية الثلاث التي استفادت من الصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود هي الصين وإسبانيا وتركيا.   لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

مشاركة :