صنعاء - أعلنت هيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن اليوم الثلاثاء وصول جهود السلام مع جماعة الحوثي إلى طريق مسدود، محمّلة إياها مسؤولية التصعيد الذي تنتهجه، بينما دعت إلى إجراءات رادعة بحق المتمردين ووضع حد لتحركاتهم المهددة لمساعي حلّ الأزمة المستمرة منذ سنوات. وأكد رئيس الهيئة محمد الغيثي خلال اجتماع لها عبر الإنترنت "فشل جهود السلام التي يبذلها الإقليم بسبب تعنت الميليشيات الحوثية"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". وتحدث عن "تصعيد عسكري خطير وحشد تنفذه الميليشيات في مختلف الجبهات وخطوط التماس، بالتزامن مع تدهور اقتصادي وإنساني غير مسبوق ينبئ بكارثة حقيقية تستدعي معالجات استثنائية وعاجلة جدا". وشددت هيئة التشاور والمصالحة في الاجتماع "على ضرورة أن يضطلع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والأشقاء في التحالف العربي بمسؤولياتهم تجاه ما يجري من تصعيد عسكري لميليشيات الحوثي"، مشيرة إلى أن "الحوثيين لن يقبلوا بالسلام دون حزم وإجراءات رادعة لما يجري". والهيئة استحدثها مجلس القيادة في 7 أبريل/نيسان 2022 بإعلان رئاسي أصدره من الرياض الرئيس اليمني آنذاك عبد ربه منصور هادي لمساندة المجلس في مهامه وتحقيق تقارب بين المكونات السياسية والتشاور حول القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وصعّد الحوثيون خلال الفترة الأخيرة من عملياتهم العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية رغم الجهود الإقليمية والدولية لاستئناف عملية السلام، كما عملت الميليشيات على نقل أسلحة إلى جبهات عديدة في إطار استعداداتها لشن هجمات جديدة. وكثف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ تحركاته الدبلوماسية، بالتزامن مع جهود دولية وإقليمية أخرى تهدف إلى إقناع أطراف النزاع بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار تمهيدا لانطلاق مفاوضات للحل السياسي الشامل للأزمة. ومنذ نحو 9 سنوات يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014. وتتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.
مشاركة :