أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن وقف التصعيد والحوار ضروريان لتحقيق سلام دائم وعادل يحترم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها، معبرةً عن أسفها لعدم استمرار عمل مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب والتي أسهمت في خفض أسعار الغذاء وكانت بمثابة منصة للحوار. وقالت الإمارات في بيان ألقاه السفير محمد أبو شهاب، نائب الممثلة الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الخسائر التي تلحق بالمدنيين بسبب الأزمة في أوكرانيا هائلة. وأشار أبو شهاب إلى التأثير الكبير على الصعيد العالمي لمبادرة حبوب البحر الأسود ومذكرة التفاهم بشأن تصدير الأسمدة والمنتجات الغذائية الروسية، مشيراً إلى أن تغير أسعار الحبوب بعد إعلان انتهاء المبادرة يعكس أهميتها. وقال: «تأسف الإمارات العربية المتحدة لأن الاتفاقية لن تستمر وأن المواد الغذائية الأوكرانية ستكافح للوصول إلى أولئك الذين يعتمدون عليها، على الرغم من أن هذا لا يزال قراراً سياسياً، إلا أن الأشخاص الأكثر ضعفًا هم الذين يضطرون الآن إلى التعامل مع العواقب الحقيقية للقرار». وأضاف: «المبادرة هي واحدة من الإيجابيات القليلة التي ظهرت في سياق هذا الصراع، لقد ولدت هذه الاتفاقات من خلال الالتزام الراسخ بالحوار، ونأمل أن يسود الحوار بين الأطراف». وقال السفير محمد أبو شهاب، إن العالم شهد أكثر من 500 يوم من المعاناة منذ بداية الأزمة، مشيراً إلى ملايين النازحين وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى. وقال: «يمكن للمرء أن يتحدث عن الدمار الذي أحدثته الحرب والرحلة الطويلة نحو إعادة الإعمار التي تنتظر أوكرانيا، يمكن للمرء أيضًا التحدث عن الآثار غير الملموسة - العائلات المفككة، والمجتمعات المقتلعة، والأطفال المصابون بصدمات نفسية، سيستمر كل شيء لفترة طويلة بعد إطلاق الرصاصة الأخيرة». وأشار أبو شهاب إلى أن منظمة الصحة العالمية سجلت منذ اندلاع الأزمة أكثر من 1000 هجوم على دور الرعاية الصحية في أوكرانيا، بما في ذلك على المرافق الطبية والموظفين ووسائل النقل الخاصة بهم. وجدد دعوة الإمارات للأطراف لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، مطالباً كافة الأطراف باحترام وحماية جميع العاملين في المجال الطبي ووسائل نقلهم ومعداتهم والمستشفيات والمرافق الطبية الأخرى. كما حث السفير محمد أبو شهاب، جميع الجهات المعنية على تسهيل عمل المنظمات الإنسانية المنقذ للحياة، مشيراً إلى أن هذا مهم بشكل خاص في وقت تظل فيه الاحتياجات الإنسانية كبيرة، ويواجه المدنيون انقطاعًا مستمراً في إمدادات الطاقة في جميع أنحاء البلاد. وقال: «إعلان انتهاء مبادرة الحبوب مخيب للآمال، لكن لا ينبغي أن يثني جهودنا الجماعية لإنهاء الحرب، وستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعوتها إلى ذلك ودعم كل الجهود الحقيقية للتخفيف من تداعيات الحرب». وأضاف: «وقف التصعيد والحوار ضروريان لتحقيق سلام دائم وعادل، سلام يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة ويحترم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها».
مشاركة :