رسوم كاريكاتورية لشن حرب نفسية على المناطق المعارضة في سوريا

  • 3/2/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استغل النظام السوري فترة الهدنة لشن حرب نفسية ضد خصومه من مسلحي المعارضة، وبينما ضخت شبكتي الجوال في سوريا رسائل باسم النظام تدعو السوريين إلى «المصالحة لإعادة الأمان والاستقرار»، قامت الطائرات الحربية بإلقاء آلاف المنشورات على عدة مناطق من البلاد؛ منها ما تضمن اتهاما مباشرا لأميركا بدعم تنظيم «جبهة النصرة الإرهابي»، بحسب المنشورات. وقالت مصادر محلية إن طائرات النظام ألقت الاثنين الماضي منشورات على عدة مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» وعدة فصائل معارضة أخرى، كما ألقت الطائرات منشوراتها على عدة مناطق بريف درعا، بعد يوم من إلقائها على ريف حمص الشمالي. وجاء في أحد المنشورات أن حرب قوات نظام الأسد «مستمرة»، على من وصفتهم المنشورات بـ«المسلحين»، متوعدة بالقضاء على آخر واحد منهم. وقال ناشط إعلامي في الغوطة الشرقية إن المنشورات الورقية التي ألقتها طائرات النظام حملت «تهديدا ووعيدا لأهالي الغوطة بالقتل والتشريد». ونشر ناشطون صورا لأطفال من الغوطة الشرقية يجمعون المنشورات من الشوارع ويضحكون على ما جاء فيها. كما نشروا صورا لمضامينها وفيها دعوة للأهالي لحقن الدماء. وحملت المنشورات من وصفتهم بـ«الإرهابيين»، المسؤولية عن الدمار والمآسي، ووعدت الأهالي بتسوية أوضاعهم. أما المنشورات التي ألقيت فوق مدينة درعا ونوى وريف حوران، أمس الثلاثاء، فاختلفت توصيفاتها، ولم يرد فيها ذكر للإرهابيين، وإنما «الغرباء»، وقالت إنهم «كانوا وراء ما حدث من قتل وتشريد ودمار»، ودعت قيادة جيش النظام أهالي درعا «للانضمام للمصالحة الوطنية». كما تضمن منشور آخر عبارة مختزلة تقول: «ابحث عن بطاقة المرور الخضراء التي تضمن لك المرور الآمن على حواجز الجيش»، في إشارة إلى إمكانية تسوية أوضاع من حمل السلاح ضد النظام. وكان اللافت منشور تضمن رسما كاريكاتوريا لرجل دين يرتدي حزاما ناسفا ويعتمر عمامة عليها العلم الأميركي، يتوسط شخصين يقطع رأسهما بحربة مزدوجة، ويقول المنشور: «إرهابيو النصرة.. يقطعون رؤوس السوريين الأبرياء من جميع الأطياف دون تمييز». وتعد هذه المرة الأولى التي يعتمد فيها النظام على رسوم كاريكاتورية في منشورات الحرب النفسية، كما هي المرة الأولى التي تلقى فيها منشورات لا تحمل توقيع قوات النظام وتحمل اتهاما مباشرا للولايات المتحدة الأميركية بدعم تنظيم «جبهة النصرة». وقال أبو مضر الحوراني، وهو معارض من مدينة درعا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الأسلوب روسي، وتلك المناشير روسية، وتتضمن تهديدا لأهالي حوران»، مضيفا أن النظام انتهز فرصة الهدنة «ليشن حربا نفسية على المدنيين، ويضعف الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة في حوران، ويشق صفوف المقاتلين بدعوات كاذبة للمصالحة ليست سوى محاولة لزرع الفتنة». كما عد الحوراني الحرب النفسية التي بدأها النظام بإرسال رسائل قصيرة عبر شبكات الجوال السورية وما تبعها من إلقاء منشورات على المناطق الثائرة والصامدة، ليست سوى «دليل على رفضه الحل السياسي ومحاولته كسب الوقت للتحايل على الهدنة بالتقاط الأنفاس قبل مواصلة حربه من جانب وتفريغ الجهود الدولية المبذولة من أجل التوصل إلى حل» من جانب آخر. وتواكبت الحرب النفسية وعمليات إلقاء المنشورات على المناطق السورية مع مقترح طرحه رأس النظام السوري بشار الأسد على مقاتلي المعارضة، بالعفو عنهم والعودة إلى الحياة المدنية مقابل تخليهم عن السلاح. وقال إن من يعيشون في سوريا يعانون «كارثة إنسانية»، عادّا اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ منذ السبت الماضي، «بصيص أمل»، وذلك بينما كانت قوات النظام تواصل عملياتها العسكرية رغم الهدنة محاولة التقدم على جبهة المرج في الغوطة الشرقية، وتمكنت من السيطرة أول من أمس على بناء المعهد الفندقي، مستغلة وجود الهدنة، كما قصفت صباح أمس كلاً من بلدات البحارية والنشابية على الجبهة نفسها.

مشاركة :